خالد الطراح: «البدلية» في السياسة!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 342 مشاهدات 0


«البدلية» هو عنوان مثير للانتباه والاهتمام، أطلقه الأخ الفاضل الباحث خالد عبدالقادر الرشيد على كتيبه الذي صدر قبل فترة حول «نشأة اللهجة الكويتية وأسرارها».

يقول الباحث خالد الرشيد في مقدمة الكتيب «إن اختيار هذا العنوان (البدليّة) لم يكن عبثاً أو تجاوزاً للمستوى الثقافي والمفاهيم لدى الباحثين والمهتمين، إنما حرصت على أن أثير انتباه القراء إلى أن هذه الكلمة هي كـ«نقطة نظام» لتعديل وتصحيح أي لفظ تسمعه من الآخرين كرقيب لغوي ومصحح له، فهذا الأمر خاص بلهجتنا الكويتية ومن توليدنا بسبب اختلاط الألسن وضياع الكثير من أصوات الألفاظ القديمة، ومن طبيعة المجتمع الكويتي أنه قاس جداً على من يخرج عن أطر استخدام تقاليب الأحرف، فلهذا وَلّد هذا المجتمع كناية «البدليّة».

يحمل الكتاب تفاصيل مصادر «أصول أصوات أحرف اللهجة» الكويتية بناء على الهجرات التي شهدتها دولة الكويت، وهي «ثلاث هجرات رئيسية، أولاها حدثت قبل تأسيس الكويت، وكانت هجرة قسرية إثر موجة جفاف أصابت هضبة نجد، وهاجرت منها مجاميع كثيرة، منهم من ذهب إلى الزبير في العراق، ومنهم من اتجه إلى داخل الجزيرة العربية، وآخرون ذهبوا إلى منطقة الزبارة في دولة قطر، وأطلق عليهم لقب العتوب».

ركز الباحث الرشيد في الفصل الأول من الكتيب على الهجرات وتأثر «لهجة الحاضرة» بلهجات أخرى، كلهجة أهل قطر، باعتبارها الأقرب للهجة الحاضرة، فيما ذهب إلى الاختلاف في الألفاظ في حديث أهل الكويت ممن سكنوا منطقة شرق وقبلة «جبلة».

وتناول الكتيب أيضاً انعكاس الانفتاح العربي للكويت في شتى الميادين، حيث برز تبادل الثقافات، ما أدى إلى انتشار مفردات عربية مختلفة، إلى جانب مرحلة الغزو العراقي للكويت في عام 1990، إذ قاد ذلك لإقامة عدد كبير من المواطنين الكويتيين في دول عربية مجاورة وأوروبية أيضاً.

فقد ركز الباحث خالد الرشيد إثر ذلك على دخول مفردات حديثة، منها «فديتك»، وهي كلمة رائجة في الشقيقة قطر.

تتكون اللهجات الكويتية، بحسب كتيب «البدليّة»، إلى خمس أو ست لهجات، وهي: جبْلَة، شرق، القروية، جزيرة فيلكا، العوازم، القبلية، التي تختلف في ما بينها بشكل طفيف عند لهجة الحاضرة.

حفزتني بعض المفردات القديمة إلى الإبصار سياسياً، فكلمة «جمبازي» وهي صفة المراوغ والحيال والكذاب.. جمبازي صفة تنطبق إلى حد كبير على غالبية الوضع السياسي العربي ككل، والكويت في أحيان كثيرة ليست استثناء من ذلك حكومياً برلمانياً.

أما كلمة «خاموش»، فتعبير عن طلب السكوت، فهي تنطبق على جنوح حكومات إلى تبني نهج تكميم أفواه الشعوب، وترجيح الصمت الرسمي على الغوغائية السياسية بدلاً من قيادة الرأي العام على أساس قواعد الشراكة في صناعة القرارات السياسية المصيرية!

كثير من مفردات «البدلية» التي يمكن أن تعبر في أبلغ الصور والتعبير عن الأوضاع الرسمية والشعبية أيضاً.

تعليقات

اكتب تعليقك