داهم القحطاني: استرجاع الصوت الانتخابي

مشكلة الديموقراطية الحقيقية برأيي أن الناخب لا يستطيع أن يُسقط النائب الذي يتخلى عن وعوده الانتخابية، ويبدأ في تنفيذ طرح مختلف ومناقض لما وعد به.

الناخب هنا يدرك جيداً أن نواياه الحسنة قد تم استغلالها بشكل بشع، ويدرك أيضاً أن النائب المخادع والمتلون يتذاكى على الآخرين عبر تبرير كل ما يقوم به.

نعم، هناك قدرة للناخبين على محاسبة النواب المخادعين، لكنه أمر يأتي بشكل متأخر جداً، فهؤلاء النواب يراهنون على قصر ذاكرة الناخب، وعلى قيامهم كنواب ببعض الاستجوابات الاستعراضية لتعيد لهم بريقهم الانتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات.

لهذا، نحن نحتاج في الكويت إلى أسلوب مختلف لمحاسبة النواب، حتى لا يتم التلاعب بعقول الناخبين، وحتى لا تصبح العبارات المنمقة، والأسلوب الساحر في الخطابات، هما معيار المفاضلة بين المرشحين.

لا أعلم إن كان هناك مخرج قانوني لسحب التصويت معنوياً، ولكن سأطرح فكرة بأن يتقدم كل ناخب بكتاب عن طريق محضر قانوني للنائب المقصود يفيد بأنه يتراجع عن التصويت له في الانتخابات.

بهذا قد نرصد من خلال بيانات وزارة العدل عدد الناخبين الذين تراجعوا عن تصويتهم.

هذا الأمر سيحقق معنوياً ما لم يتحقق على أرض الواقع، حيث سيشهد الشعب بأسره أن هناك ناخبي دائرة معينة يرفضون مرشحاً سبق أن انتخبوه نتيجة لخطاب انتخابي مخادع.