ياسر الأطرش: حبال السؤال

فن وثقافة

ياسر الأطرش 1261 مشاهدات 0


الشاعر السوري ياسر الأطرش من أبرز شعراء الفصحى في المرحلة الراهنة،

له تجربة ثرية في كتابة القصيدة  ذات البعد الحداثي، أصدر أكثر من عشر دواوين شعرية، وفاز بعشرات الجوائز الشعرية ، منها جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي عام 1995م، وجائزة أبي العلاء المعري للشعر أعوام 2001م ،2002م ،وجائزة أثير الشعرية عام 2016م،

وكان متألقا في مسابقة أمير الشعراء التلفزيونية في موسمها الأول.


ياسر الأطرش يشاركنا بهذا النص المسكون بالألم الإنساني، والمتوهج بالعمق الشعري:


أنا رأسُ مالي.. 

فقدتُ الكثير من الأغنياتِ على درب حزني الطويلِ 

ولكنْ.. 

بقيتُ برغم حداد النجومِ 

أموسقُ أحزانَ بعض الليالي.. 


أنا لا يقينُ الولادة قصدي 

ولستُ أراني جنايةَ أمٍّ 

وما النومُ بعد سكون الحياةِ 

يؤطّرُ – مثل الكثيرينَ منكمْ – حدودَ خيالي.. 

لكمْ كتبٌ من حديدٍ ونارٍ، وجرحٍ وملحٍ، ودمعٍ قديمٍ 

ولي صفوُ بالي..

مشيتُ إليَّ على كلِّ بحرٍ يؤدي إليَّ 

وما خنتُ أرصفةً تحملُ المتعبينَ 

ولكنْ نجوتُ من (الكرنفالِ) المُعدِّ لتوحيد لون الوجوهِ 

فكانوا احتمالاً.. وكنتُ احتمالي... 


أنا سيدُ الأرضِ 

لا شيءَ قبلي.. ولا شيءَ بعدي..

أمرُّ وحيداً إلى كوكبي 

فما من خيالٍ نبيٍّ يطولُ 

ليُسرى به إلى سِدرتي 

ولا من صديقٍ ينامُ بأقدار ذاك الرسولِ 

ليهجرَ صيفَ الأوانِ القصيرِ.. ويدركَ بُعدي.. 

تعالى جلالي.. 


أنا ما اكتملتُ.. قَتلتُ.. قُتلتُ 

سرقتُ البكاء من التائبينَ 

زرعتُ احتمالي لكي يحصد اليائسونَ الهواءَ 

عقرتُ الظلالَ 

فضاعَ الصبيُّ، ولم تأتِ شيئاً فريّاً 

ولكنني جئتُ ألفَ افتراءٍ 

ليُثْبِتَ نقصُ يسوعَ اكتمالي!..


أنا زفرةُ الطينِ 

حين تنفّسَ هذا الشقيُّ اصطدمتُ بخَلقي 

عظامي ولحمي رمالٌ 

غزاها الجنودُ

فما عدتُ شيئاً 

فيا أيها الطينُ – سُحقاً -  

أعدْ لي رمالي... 

ويا ربُّ إني بريءٌ من الياسمين 

يُمجِّدُ أعناق قتلى الصليبِ وقتلى الهلالِ .. 

أنا آخر الضارعينَ إليكَ 

فإنْ يسلك الناسُ درب الجوابِ 

فإني اعتصمتُ بحبلِ السؤالِ.. 


تعليقات

اكتب تعليقك