د.تركي العازمي: ربعنا... بعضهم «ما يميز»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 298 مشاهدات 0


تربطنا بطبيعة ثقافتنا في المجتمع الكويتي علاقات اجتماعية، وهي ما يطلق عليها العلاقات الإنسانية وتجد التواصل الاجتماعي مميزاً بين فئات المجتمع الكويتي ومكوناته.

عندما تزور زميلاً ليبرالياً فهذا لا يعني أنك ليبرالي، وعندما تزور آخر من قبيلة أو فئة أو مذهب، فأنت ليس بالضروري تنتهج النهج ذاته... إنها علاقات اجتماعية طبيعية.

ربعنا، الله يهديهم ويصلح حالهم وبالهم لا يميزون بين الزيارات الاجتماعية وبين مبادئ من يزورون... أحدهم رأى صورة تجمع زميلاً معارضاً مع آخر حكومي النهج وربما وضع عليه علامات استفهام، وقال لي «شوف بو عبدالله... هذا وينه ووين المعارضة»؟

كان ردي بسيطاً، لو أن جارك بعث لك دعوة ونهجه أو حتى مرجعيته وأيديولوجيته تختلف عنك: فهل تلبي الدعوة؟ قال: نعم... هذه من حقوق الجيرة!... طيب «ليش» تعترض على صورة لأخ فاضل نهجه معارض باتزان مع آخر حكومي و«بصام»!

أعتقد أن الخلط بين العلاقات الاجتماعية وبين الرأي والنهج يعتبر مشكلة نعاني منها في مجتمعاتنا، حتى الشخصيات العامة في ملتقياتها وفعالياتها توجه الدعوة العامة: فهل إذا حضر رمز لا يجمعه بصاحب الدعوة رابط يعد جرماً أو مصوغاً عادلاً للحكم على تلك الشخصية؟

نلبي كثيراً من الدعوات ونعتذر لالتزاماتنا من دعوات أخرى، وهذا لا يقلل من شأن أصحاب الدعوات ولا علاقة له بالرأي والنهج.

يظل الفرد حراً في رأيه ويختار النهج الذي يراه مناسباً متطابقاً مع قناعاته، وصناعة التاريخ تحتاج توافقاً تجاه القضايا المصيرية التي تحتاج إلى معالجة عاجلة وتلبية دعوة اجتماعية تختلف... عارف كيف!

والأفراد أياً كانت صفتهم، يعتبرون هم الأساس في تطور المجتمع وازدهاره.

من هنا، يكون لمؤسسات المجتمع المدني والكتل والنخب كل وحسب مجاله بمن فيهم أعضاء مجلس الأمة والوزراء والقياديون أدوار محددة معلومة، ونرى أن مصلحة البلد والعباد مقدمة على أي حسابات أخرى، ولا يفترض أن نعزل عن محيطنا شخصاً أو مجموعة إلا إذا اختلف المبدأ والنهج المتبع وتبقى العلاقات الاجتماعية على وضعها نفسه.

لهذا السبب، حاولنا عبر مقالات عدة توجيه النصيحة من باب تثقيف المجتمع ومكوناته وأفراده، ونخص بالذكر فئة الشباب لأن نسبتها هي الأكبر.

الزبدة:

كل ما نرجوه، أن نميز بين المبادئ والنهج وبين العلاقات الاجتماعية.

وما نتمناه قد ذكر هنا في مقالات مختلفة، ووجهنا رسائل عدة، وتقدمنا بمبادرات على أسس علمية وثقافية متزنة تحركها دوافع محددة كالإصلاح، التقارب، حسن الاختيار للنواب والوزراء والقياديين، وكذلك ممثلو النخب السياسية والاجتماعية والإعلامية، كي نصل إلى الإصلاح المبتغى الذي يعم خيره على البلد والعباد... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك