محمد أبو شرارة: ملاكُ الشُّرفَة

فن وثقافة

محمد أبو شرارة 401 مشاهدات 0


الشاعر السعودي محمد أبو شرارة ، من أهم الأسماء في المشهد الشعري الخليجي، شارك متألقاً في العديد من الفعاليات الشعرية، وحصل مرتين على جائزة عجمان للشعر 2004م و2005 م، وجوائز أخرى. يشاركنا بهذا النص المتوهج شعراً والصادق مشاعراً، والمعبر عن نبض المحبة في قلب كل إنسان "الأم":


أُمِّي
وينهمرُ البُكا .. يا أمِّي
لا تترُكي قلبي لوحشِ الهمِّ

كنتِ الأمانَ لهُ
فلِمْ ألقيتِهِ في اليمِّ
والأهوالُ ملءُ اليمِّ

أمِّي
وأعلمُ أنَّ روحَكِ لمْ تَزَلْ حولي
ولكنْ لا سبيلَ لضمِّ

هذي حمامتُكِ التي أرسلتِها
رَفَّتْ على عينيَّ
تحرُسُ حُلمِي

خضراءُ
ليستْ كالحَمامِ
جناحُهَا ريحانةٌ
تُسقَى بماءِ الغيمِ

لا قهوةٌ
في الفجرِ يعبِقُ هالُها
فالدلةُ ( الرسلانُ )
بنتُ اليُتْمِ

..

أمِّي
على حافاتِ هذا المنحنَى
كانتْ مَواسمُ شملِنا الملتَمِّ

في حِجْرِكِ الميمونِ
كان مَلاذُنا
مِن وَحشةِ الأحلامِ
عِندَ النومِ

لِلبُنِّ في ( المِهراسِ )
رَقصةُ عاشقٍ
إيقاعُها المشبوبُ
يَصنَعُ يومي

لا تُفْزِعِ الأغنامَ
إنكَ طائشٌ
ما هكذا تُرعَى صِغارُ البَهْمِ

خُذْها بحِلمِ الأنبياءِ لِكيْ تَرى
كيفَ النفوسُ تَقُودُها بالحِلمِ

لا أسبِقُ العصفورَ
كفُّكِ بَيْدَرٌ
وبكلِّ أُنْمُلَةٍ سحابةُ وَسْمِي

صُبِّي وصاياكِ
الفَتَى مُتشوِّفٌ
لحكايةِ البنتِ التي في الكَرْمِ

كنْ فارسًا أَحبِبْ
وعِفَّ
وكنْ لها سيفًا
وكنْ دِرْعًا لبنتِ العَمِّ

الحبُّ
ما ملأَ النفوسَ كرامةً
لا يلتقي شرفُ الغرامِ
بلؤمِ

..


أمِّي ..
وصاياكِ التي هَدْهْدتِهَا
كبِرَتْ مَعِي
والآنَ تَصْنعُ إسْمي

أنا صورةٌ مِن أمنياتِكِ لم أحِدْ
حتى أُزَفَّ على مشارفِ نجمِ

مازالَ حُلمُ فتاكِ يَكْبَرُ
والرُّؤى بنتُ النُّبوءةِ
والنُّبوءةُ قِسمِي

تعليقات

اكتب تعليقك