عبدالله العنزي: هامش من مذكرات لاجئ
فن وثقافةعبدالله العنزي ديسمبر 21, 2021, 1:33 م 292 مشاهدات 0
عبدالله العنزي شاعر شاب متمكن لفت الأنظار بنصوصه الشعرية ذات الملمح الإنساني الراقي ، فاز بجائزة كتارا للشعر الفصيح في نسختها الحالية، وأظهر اسم بلده الكويت في ذلك المحفل الكبير، يصافحنا بهذا النص المسكون بالحس الإنساني والمشرق بصوره التعبيرية:
يمشي فلا يدري، ولا يتنبأُ
من أيِّ منفى في الخريطةِ يبدأُ
متعثرٌ في الخطوِ جزّأَ نفسَهُ
في الأرضِ، والأحلامُ لا تتجزّأُ
يحصي ركام الأمنيات، وهكذا
ستصيب بعض الأمنيات وتخطئُ
هذا الفواتُ الصَّعبُ ينزفُ مرةً
أُخرى، وما كل المواجع تبرأُ
**
لا ظلَّ للشجرِ البعيدِ عن الرؤى
هَرِمَت يداهُ ولم يزلْ يتوكّأُ
يستلُّ من ورقِ الخريفِ قُصاصةً
كي يرسمَ الألمَ الذي لا يُقرأُ
سيكونُ في الأعلى قداسٌ آخرٌ
وغدًا ستغتسلُ الجراحُ وتهدَأُ
**
السرُّ يلتبسُ اليقينَ، ومن رأى
جسدَ المسيحِ مجنَّحا لا يصبَأُ
الآن يرتعشُ الخلاصُ فأوقدوا
حطبَ العروشِ دقيقةً وتدفَّأوا
لمدينةٍ في الغيبِ تبحرُ شمسُها
فيضيءُ للعينِ الحزينةِ مرفأُ
**
يمشي ويسبقه الشتات، فلا يرى
أمسا يعود، ولا غدا يتهيأُ
وكأنه الزمن المعلق في المدى
يهوي بدائرة الفصول فيصدأ
متبسما للوقتِ يخنقُ دمعَه
والوقتُ يخترقُ الزحامَ ويهزأُ
**
قد يفلت السرب الأخير وترتخي
حدقُ السماء إلى المغيبِ فتُطفَأُ
ويمر إيقاع الحياة بهدأة الـ
صمت الطويل، لطفلة تتهجأُ
عَبَرَتْ محيط الخائفين، فضمها
بحرٌ بطهر دموعها يتوضأُ
ستطوف موسيقى السكون، فينجلي
هذا الستار، وشمسنا تتلألأُ
الآن ينكشف الغطاء فأبصروا
وكما تبرأت الظلالُ تبرأوا
تعليقات