عبدالله العنزي: هامش من مذكرات لاجئ

فن وثقافة

عبدالله العنزي 292 مشاهدات 0


عبدالله العنزي شاعر شاب متمكن  لفت الأنظار بنصوصه الشعرية ذات الملمح الإنساني الراقي ، فاز بجائزة كتارا للشعر الفصيح في نسختها الحالية، وأظهر اسم بلده الكويت في ذلك المحفل الكبير، يصافحنا بهذا النص المسكون بالحس الإنساني والمشرق بصوره التعبيرية:

‏يمشي فلا يدري، ولا يتنبأُ
‏من أيِّ منفى في الخريطةِ يبدأُ

‏متعثرٌ في الخطوِ جزّأَ نفسَهُ
‏في الأرضِ، والأحلامُ لا تتجزّأُ

‏يحصي ركام الأمنيات، وهكذا
‏ستصيب بعض الأمنيات وتخطئُ

‏هذا الفواتُ الصَّعبُ ينزفُ مرةً
‏أُخرى، وما كل المواجع تبرأُ
‏**
‏لا ظلَّ للشجرِ البعيدِ عن الرؤى
‏هَرِمَت يداهُ ولم يزلْ يتوكّأُ

‏يستلُّ من ورقِ الخريفِ قُصاصةً
‏كي يرسمَ الألمَ الذي لا يُقرأُ

‏سيكونُ في الأعلى قداسٌ آخرٌ
‏وغدًا ستغتسلُ الجراحُ وتهدَأُ
‏**
‏السرُّ يلتبسُ اليقينَ، ومن رأى
‏جسدَ المسيحِ مجنَّحا لا يصبَأُ

‏الآن يرتعشُ الخلاصُ فأوقدوا
‏حطبَ العروشِ دقيقةً وتدفَّأوا

‏لمدينةٍ في الغيبِ تبحرُ شمسُها
‏فيضيءُ للعينِ الحزينةِ مرفأُ
‏**
‏يمشي ويسبقه الشتات، فلا يرى
‏أمسا يعود، ولا غدا يتهيأُ

‏وكأنه الزمن المعلق في المدى
‏يهوي بدائرة الفصول فيصدأ

‏متبسما للوقتِ يخنقُ دمعَه
‏والوقتُ يخترقُ الزحامَ ويهزأُ
‏**
‏قد يفلت السرب الأخير وترتخي
‏حدقُ السماء إلى المغيبِ فتُطفَأُ

‏ويمر إيقاع الحياة بهدأة الـ
‏صمت الطويل، لطفلة تتهجأُ

‏عَبَرَتْ محيط الخائفين، فضمها
‏بحرٌ بطهر دموعها يتوضأُ

‏ستطوف موسيقى السكون، فينجلي
‏هذا الستار، وشمسنا تتلألأُ

‏الآن ينكشف الغطاء فأبصروا
‏وكما تبرأت الظلالُ تبرأوا

تعليقات

اكتب تعليقك