علي البغلي: إذلال «شلونك» على ناس وناس؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 479 مشاهدات 0


لم أرَ في حياتي فشلاً ذريعاً أكثر من فشل حكوماتنا الرشيدة الأخيرة في التعامل مع جائحة كورونا منذ نحو سنتين.. وقرارات حكومتنا تقطر فشلاً أينما نولي وجوهنا بعكس أشقائنا الأقرب لنا، وأقصد هنا دول مجلس التعاون التي سبقتنا مؤخراً سنين طوالاً في التقدم بكل المناحي، ونحن «مكانك سر» أو بالأحرى «للخلف در»؟!

سافرت إلى مملكة البحرين الشقيقة في رحلة عمل، وقضيت هناك 3 أيام بلياليها، من دون تعكير صفو أو مزاج من القطاع الحكومي أو الخاص على حد سواء. دخلت إلى البحرين طبعاً مع تأمين طبي وشهادات تطعيم 3 مرات بالفايزر، وطلبوا مني عند الوصول إجراء فحص PCR، فأجريته وتوكلت على الله وقالوا لي إنه سيكون صالحاً لمدة 72 ساعة أي لمدة 3 أيام، فلا حاجة لإجرائه عند المغادرة لأنها ستكون خلال تلك المدة أي خلال 72 ساعة. 

غادرت البحرين للكويت ودخلتها ولم يطلب مني في مطار الكويت فحص PCR، وأخبروني بأن عليّ إجراءه بأسرع وقت ممكن، وقد وصلت إلى الكويت الساعة 9 مساء، ووصلت إلى المنزل بعد نحو ساعة ونصف الساعة، وأخلدت للنوم بفراشي. صحوت بعدها ولم أذهب خارج المنزل للمكتب، وطلبت من أحد المختبرات المعتمدة أن يأتوني إلى المنزل لإجراء الفحص ليرسلوا لي مساء اليوم نفسه إحدى ممرضاتهم لتجري لي الفحص، وأخبرتني بأنها ستوافيني بنتيجة الفحص بعد 6 - 7 ساعات، وطلبت منها موافاة موقع «شلونك» سيئ الذكر بمعلوماتي الشخصية وبنتيجة الفحص، وبعد ساعات عدة ورد لي على الهاتف من المختبر نتيجة الفحص السلبية Negative، أي أنني والحمد لله سليم، فاطمأننت وداومت في مكتبي للمحاماة.. لكن ما قضّ مضجعي هو «شلونك» الذي أعلمني بأني محجور عليّ لمدة 8 أيام، ويجب الالتزام بالحجر وعدم الخروج.. وهذا ما سبب لي صدمة. فمن المؤكد أن المختبر أرسل لهم نتيجة فحصي السليم، وهذا إجراء روتيني في التعامل مع كارثة «كورونا» التي جنى منها البعض الملايين كالمختبرات، وأفلس بسببها المئات من أصحاب المحال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة ووكالات السفريات، قمت بإرسال نتيجة فحص PCR وشهادات التطعيم لـ«شلونك» أحد عناوين الفشل، لكن النظام يصر على رؤية وجهي وسماع صوتي ـ وأنه باقٍ لي في الحجر أيام عدة! 

فتساءلت في نفسي التي ضاقت أكثر مما هي ضايقة بسبب أحوالنا المتردية.. هل تشمل هذه الإجراءات كل مسافر يرجع إلى الكويت؟! وأقصد هنا هل إن المسؤولين الحكوميين الذين سافروا خلال كورونا وعشرات المرات، وقابلوا مئات البشر وجلسوا معهم لمحادثتهم عن قرب، هل شملهم وزير صحتنا الدكتور الشاب بإجراءات «شلونك» المذلة والمهينة والرافعة للضغط هم والعشرات من أعضاء وفودهم وطياري طائراتهم الخاصة الحكومية ومضيفيها، أم أن الإذلال على ناس وناس؟! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك