وليد الأحمد: لا بارك الله فيها من تكنولوجيا!

زاوية الكتاب

كتب وليد الأحمد 497 مشاهدات 0


يقول صديقي... تعبت من الانتظار مع والدي الذي تجاوز الستين عاماً، ونحن ننتظر الدور بداخل أحد البنوك لتخليص عملية تحويل مالي لوالدي، الأمر الذي جعلني أسأل والدي لماذا لا تتعلّم كما الآخرين عملية التحويل المالي عبر الإنترنت، والدخول في عالم التكنولوجيا والسرعة والقرية الصغيرة؟

ضحك والد صديقي وابتسم، ثم طأطأ برأسه قائلاً، اسمع يا ولدي لو كنت عملت (مثلكم) لما التقيت في (بوسعد) الذي لم أره منذ (كورونا) ولم أعرف أنّ (بومساعد) قد غيّر رقمه السابق لآخر جديد، وباع بيته لينتقل إلى منطقة أخرى، ولما عرفت بأنّ من أصبح مديراً للبنك هذا ولد (فريجنا)!

أما عنك يا ولدي، فأكثر أوقاتي أجلس مع نفسي ولا أشاهدكم إلا وقت الحاجة، إذا طلبت منكم ذلك دون أن تتأخروا في خدمتي لكن هذا لا يكفيني ولايشبع رغبتي في الاستمتاع والجلوس معكم، فأظل وحيداً أحاكي الجدران الأربعة من دون أن أسمع الرد!

يا ولدي إذا كانت هذه تكنولوجيتكم وحضارتكم التي ستجعلني أخلص معاملتي وأنا في البيت بعيداً عن البشر (لا بارك الله فيها من تكنولوجيا)!

خلاصة، هذه الواقعة تقول إننا رغم حاجتنا الماسة للتكنولوجيا الرقمية التي قرّبت المسافات واختصرت الزمن، إلا أننا افتقدنا حلاوة اللقاء وملامسة الواقع ومداواة جروح الأحبة، فشغلنا هذا العالم التقني السريع عمن نحب وأنسانا إنسانيتنا مع أقرب الناس لنا ومشاعر الحب بيننا وبين الآخرين، فتشبثنا بحرارة رسائل (الواتساب) الكاذبة، فماتت المشاعر الحقيقية وطغى الحب الكاذب بعد أن انشغلنا برسائل منقولة لصباح الخير ومساء الخير و(جمعة مباركة)!

على الطاير:

• لكي لاتندموا على ما فاتكم وتعيشوا مرارة التجربة مع أجيالكم القادمة... إذا جلستم مع والديكم أو أبنائكم انصتوا لهم جيداً بعد أن تلقوا بجوالاتكم خلف ظهوركم!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع... بإذن الله نلقاكم !

تعليقات

اكتب تعليقك