د.تركي العازمي: التنمية بين «الدحرجة» و«الصدمة»!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 485 مشاهدات 0


قبل أيام، باركنا لدولة قطر الشقيقة بيومها الوطني واستذكرنا كم الإنجازات المبهرة التي تحققت خلال سنوات عدة، وهذه الأيام ترحب الكويت أميراً وشعباً وحكومة بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي لبلده الثاني الكويت.

كم من الإنجازات حققتها المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهنا نستعرض جوانب مهمة حول مفهوم التغيير.

أحد الشعارات المعروفة في الإدارة تقول إن «الاستقرار علامة الموت»، ويقول آرتو شوبنهاور «وحده التغيير هو الشيء الأبدي والثابت في الحياة» والتغيير إدارياً لا يحققه سوى أصحاب قرار من طراز خاص.

فأما من يتخذ «الدحرجة» في إحداث التغيير فلن يجلب التنمية ولن يحقق ما يتطلع له الشارع، أما التغيير بـ «الصدمة» فهو لا يقوم به سوى أصحاب القرارات الجريئة والمدروسة بعناية، فمتى ما اقتنع أصحاب القرار بضرورة التغيير الذي يأتي وفق دراسة يقوم بها متخصصون، وبعد استطلاع للرأي وفهم لمتطلبات التنمية المستدامة التي تبدأ من التعليم والصحة وتنمية «الإنسان» وهو ما يطلق عليه «الرأسمال البشري»... سنجد القرارات وستخرج على هيئة «صدمة»!

يطلق عليها «صدمة» لأن الإنسان بطبيعته لا يحب التغيير المفاجئ ويفضل التدرج «الدحرجة».

زمنياً، التغيير بالصدمة يحقق إنجازات سريعة، بينما التغيير بالـ «الدحرجة» أشبه بـ «خذ وهات» وغير مضمونة نتائجه.

بعد مشاهدة الإنجازات المبهرة في الدول المجاورة التي تحققت في بضع سنوات نتساءل: ما هو السبب؟ ولِمَ نحن نسير نحو التميز والإبداع وتحقيق الإنجازات بخطى أشبه بسير السلحفاة؟

لو أبحرنا في كل القضايا العالقة التي يواجهها المجتمع لتولد إلينا يقين بأن كل قضية معلومة وجوانبها معروفة محددة، لكن غياب القرارات الجريئة جعلها معلقة دون حلول.

لا نريد أن نعدد تلك القضايا، لكن التركيز سيصب في جانب التغيير ومن يصنعه؟

إن التغيير المدروس بعناية لا يعير جوانب المحاصصة، المصلحة، المحسوبية، أو النفوذ أي اعتبار لأنه في طبيعته سيصنع التغيير وسيدونه التاريخ الذي لا تغيب عنه لا شاردة ولا واردة.

امنحونا قياديين لمؤسساتنا يتم اختيارهم من أهل الشرف المتسلحين بالعلم والخبرة والثقافة الصالحة، وبعدئذ نستطيع القول إن الرؤى ستتغير وسيتحقق الإنجاز وسنعيد الكويت إلى مكانتها.

الزبدة:

الجميع من دون استثناء زار الدول الشقيقة المجاورة، ودولاً أخرى وشعر بالاختلاف كماً ونوعاً والثبات «الاستقرار» لدينا على نفس الأوضاع وطرق العلاج وآلية اختيار القياديين إنما هو الطريق الأقصر إلى الانهيار تعليمياً، صحياً، خدماتياً، تنموياً، اجتماعياً... إلخ.

فهل أدركنا الحاجة إلى التغيير عبر «الصدمة» لنحقق ما نصبو إليه من ازدهار ونمو طال انتظاره؟

وهل سنرى قياديين من طراز آخر؟ أم سنظل على «طمام المرحوم» بعد أن بلغ الفساد بشقيه المالي والإداري حداً لا يمكن قبوله ناهيك عن ما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي؟... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك