مبارك الدويلة: الحكمة ضالة المؤمن

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 687 مشاهدات 0


قرار وقف أعمال اللجنة الثلاثية للعفو كان قراراً صادماً لي، بل لن أبالغ إن قلت إنه قرارٌ صادم ٌ للأغلبية من الناس في الكويت، فالناس كانوا ينتظرون صدور قوائم عفو جديدة تضم عشرات الأسماء من المتهمين بقضايا سياسية، معظمها بسبب تغريدات، واليوم وبعد عودة المهجرين من النواب السابقين من تركيا وخروج خلية العبدلي من السجن، تتوقف أعمال اللجنة الثلاثية المكونة من رؤساء السلطات الثلاث.

السبب في إيقاف عمل اللجنة يدور حول تصريحات بعض السياسيين الذين، كما يقال، لم يقدروا الخطوة السامية ولم يراعوا الظرف الذي يعيشه بعض من ما زال ينتظر الفرج، وأرى أن خطوة اللجنة الثلاثية بالإيقاف فيها ردة فعل قاسية، وتحميل الضحية ذنب الجاني، وكنت أتمنى أن تتم معالجة تهور البعض بأسلوب أكثر حكمة وأوسع صدراً.

ومع الأسف، بالمقابل ما زال بعض السياسيين عندنا يتجاهلون أن الظروف السياسية الداخلية والخارجية لم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات، فقد صدرت قوانين مقيدة للحرية تحتاج إلى من يلغيها، كما صدرت أحكام قضائية حجمت دور المعارضة النيابية داخل وخارج مجلس الأمة، وأصبح المغرد وهو جالس في بيته يراجع تغريدته مئة مرة قبل كتابتها، كما ضاق صدر الحكومة ولم تعد تتقبل النقد الشديد، بل حتى المواطن تغير «موده» ولم تعد تجذبه بعض الخطب والعنتريات، وأصبح يبحث عن الإنجاز والإصلاح الذي يتحقق بهدوء من دون صراخ، وطبعاً هذا الأمر لا يعني غض النظر عن الفساد وأشكاله وأدواته ورموزه، بل لا بد من مواجهة غول الفساد بكل الوسائل المتاحة، واليوم كتلة الواحد والثلاثين تشرذمت إلى كتلتين متباينتين في الأهداف والأسلوب، فالأغلبية وعددها يتجاوز العشرين نائباً تطمح إلى إنجاز بعض القوانين التي وعدوا بها ناخبيهم، ولديها استعداد لتأجيل خلافاتها مع خصومها السياسيين، وأبرزهم رئيسا مجلس الأمة ومجلس الوزراء إلى إشعار آخر كي تتمكن من تقديم إنجاز مستحق للمواطنين.

بالمقابل، هناك المجموعة الأخرى من المعارضة التي قد يصل عددها إلى تسعة، والتي ما زالت تعتقد أن الأولوية عندها هي تغيير الرئيسين! لذلك لا نستغرب أن نسمع نية البعض استجواب رئيس الحكومة قبل أن يقسم اليمين الدستورية، كما سمعنا أحد رموزهم يقول لن نقبل عفواً يساهم فيه رئيس مجلس الأمة!

هذا التباين في الموقف قد يتسبب في رؤيتنا لدور انعقاد غير مستقر إن استخدمت الكتلة الأصغر أسلوب الإعلام المحرج للنواب، وشاهدنا تدافع نواب من الكتلة الأكبر لتبني مواقف متشددة خوفاً مما يظنونه الاحتراق الشعبي.

هنا نقول للكتلتين إن الحكمة ضالة المؤمن، وليكن هدفنا الإصلاح والإنجاز، أو كما يقولون تعاون بلا تهاون، فمتى ما تركنا الرقابة والمحاسبة، فلن نتمكن من دفع الحكومة إلى التعاون مع المجلس في تحقيق إنجازاته المأمولة.

تكريم له مدلولاته

من دون سابق إنذار، اتصل بي شخص عرّف على نفسه باسم رئيس لجنة أهالي مدينة صباح الأحمد، وطلب مني الحضور إلى المدينة للمشاركة في حفل تكريم سيقام لشخصي المتواضع، بصفتي صاحب المكتب الاستشاري الذي خطط وصمم مدينتهم، وطبعاً شعرت بالسعادة تغمرني لأنني وجدت أخيراً من يقدر هذا العمل الجبار الذي كنت وما زلت وسأظل أفتخر به ما حييت.

حضرت وحضرت معي القبس وكان تكريماً مقدّراً مني، حيث استمعت من الأهالي إلى مشاعر السعادة التي تغمرهم بسبب حسن التصميم الذي راعى كل متطلبات أهالي السكن الخاص.

ومني إلى الوزيرة التي تسببت في إغلاق هذا المكتب أربع سنوات بسبب تهمة باطلة اسمها سوء تصميم المدينة!

تعليقات

اكتب تعليقك