د. هند الشومر: التأمين الصحي الخليجي

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 466 مشاهدات 0


لدى دول مجلس التعاون الخليجي تجارب ومشاريع صحية رائدة يتم تنفيذها من خلال مبادرات وبرامج متعددة منذ بداية إنشاء مجلس الصحة لدول مجلس التعاون منذ بداية الثمانينيات، حيث يعقد وزراء الصحة بدول المجلس اجتماعات سنوية منتظمة. ولكن مازالت الطموحات كبيرة لأن التحديات الآن تختلف عما كانت عليه من قبل عند إنشاء المجلس فقد أصبح لدول مجلس التعاون كيانا دوليا متميزا لا يقل عن الاتحاد الأوروبي، إذ يجب أن تنتقل برامج صحة الخليج المشتركة إلى آفاق أرحب بكثير وبالاستفادة من التطورات العالمية.

وعلى سبيل المثال يجب أن نرى قريبا مركزا للتصدي للأوبئة بدول المجلس ومراكز للتميز والابتكار في الصناعات الدوائية بالإضافة إلى مشروع التأمين الصحي لدول مجلس التعاون الذي يغطي المواطن الخليجي في جميع دول المجلس، حيث إنه ليس صعبا أو مستحيلا في وجود الإمكانيات والتخطيط. أما بخصوص استراتيجية وخطة عمل خليجية للبحوث الصحية فإن هذه الأولوية يجب ألا تغيب عن واضعي الخطط مع الأخذ بالاعتبار مشاكل وتحديات الصحة في دول المجلس ويمكن حصرها من جانب المتخصصين ومراكز البحوث بدول المجلس وبالتعاون مع الكيانات العالمية وهو تطور يجب أن يحظى به كل مواطن خليجي. ويجب أن ينتقل العمل إلى مشاريع عملاقة تليق بطموحات مواطني المجلس ومكانة الدول على خريطة العالم بعيدا عن الاجتماعات البروتوكولية والروتينية المعتادة.

وإن من يتمتع ببرنامج عافية في الكويت يمكنه الاستفادة عند شمول التغطية التأمينية إلى مستشفيات ومرافق دول مجلس التعاون جميعا، بعد حل مشاكل عافية، لتصبح نموذجا خليجيا للتأمين الصحي بدول المجلس وفقا لدراسات لابد من البدء بها الآن. إن اللقاءات السنوية لأصحاب المعالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون ولقاءات اللجان المشتركة يجب أن تكون نتائجها تليق بطموحاتنا كمواطنين متطلعين إلى التنمية التي تتفق مع إمكانياتنا وطموحاتنا ولا تقل عما نراه في دول أقل منا في الإمكانيات، بل عرفوا معنى الاستثمار مرتفع العائد في الصحة كمدخل رئيسي للتنمية الشاملة المستدامة.

وأدعو أن يتعاون الجميع لإنجاز مشاريع طبية وصحية خليجية تليق بدول مجلس التعاون فقد آن الأوان للتخطيط لها وتنفيذها مثل ما يحدث في الاتحاد الأوروبي الذي لا يقل عن دول مجلس التعاون الخليجي ومسيرته التي تحمل الكثير من النجاحات.

وأعتقد أن تطوير العمل الصحي الخليجي قد آن أوانه وحتى لا تسبقنا كيانات أخرى في مختلف دول العالم، والله ولي التوفيق.


تعليقات

اكتب تعليقك