بدر خالد البحر: على معارضة «الهالووين» الاعتذار للشعب

زاوية الكتاب

بدر خالد البحر 3444 مشاهدات 0


بعد كل هذه الضجة التي أحدثتها ما تسمى «معارضة» انفجرت فقاعتها في جلسة الافتتاح الاسبوع الماضي! فبرافو للحكومة التي رجعت بتكتيك أقوى وسيطرت على جميع اللجان الدائمة واستبعدتهم وباركت التجاوز على الدستور واللائحة بالجلسة التي لجمت بها أفواه النواب عدا واحد، وبقي الرئيسان.

سؤال: لماذا أحدثت المعارضة كل هذه الضجة لسنوات مضت بعد أن كانت قابلة للانكسار بهذا الشكل؟ فذاك يتصدر الطعن بالرئيسين ويتهكم أيما تهكم! وبالنهاية صار حكوميا أكثر من الحكومة وراح يصفق وحيدا واقفا! وذاك سيقطع يده قبل أن يوقع على طلب العفو، والآن يطلبه راجيا مستجديا هو وفريقه!

لماذا غررتم بالشباب وهدمتم مستقبل بعض من لهث منهم وراءكم إذا كنتم بالكويتي «منتوا قدها»؟ فاجأتمونا بالتطاول بخطاب «لن نسمح لك»، ثم تنازلتم عن الجمل بما حمل في أول مواجهة كرمال مصالحكم، لتبدو واضحة كلفة العفو الباهظة، ليس عليكم فحسب، بل علينا جميعا لأننا طالبنا أن يكون إصلاح الوطن هو محور الحوار وأولى أولوياته وليس أنتم، ولكن النواب، للاسف، جعلوا العفو يتقدم للصدارة، فلا هم حصلوا على شيء ولا نحن نرى في الأفق إصلاحا، بل خيوطا للطائفية والحزبية والقبلية قد تشق طريقها لدى الحكومة!

أما سؤال المليون فهو إن كنتم هكذا لماذا لم تتقدموا بطلب العفو كما تقدم به الاخوان الخنة والطبطبائي للأمير الراحل ووفرتم علينا كل هذا الضياع بالوقت وسرقة أضواء الحوار الوطني؟!

لقد أكدنا بالسابق ان ربط عملية الإصلاح السياسي الذي نطمح إليه جميعاً ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بعودة النواب من المهجر، أي أنكم لستم أولوية، وهو نفس ما جاء في بيان شاركنا به مع تسع عشرة جمعية نفع عام الاسبوع الماضي، مطالبين بحوار جديد لإنقاذ البلد وليس لإنقاذ أشخاص، ومطالبين ألا تكون مسألة العفو محورية بالقدر الذي تطغى به على أولوية القضايا المصيرية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، ولكنها، للأسف، طغت، ومطالبين بضمانات لعدم تجيير أغلب النواب لقرارات السلطة التنفيذية لتحقيق مصالحهم، وهو ما يبدو أنه في طور الحدوث، ومطالبين بعدم السماح بالتدخل بالانتخابات، وهو ما يبدو أنه سيحدث!

إن اليوم من كل عام تمر مناسبة يحتفل فيها الغرب، قيل انها عشية استذكار الموتى، إلا أن النسخة الأميركية جعلتها ثقافية ترفيهية يحتفل فيها الجميع بلبس أقنعة ونماذج مروعة ومضحكة، وتقطيع القرع بوجوه مخيفة ووضع الشموع بداخلها، وهي احتفالات ومسيرات «الهولووين»، التي قد يعتقد من يشاهدها لأول مرة بأنها فوضى رغم تناسقها، كما حدث معنا منذ قرابة اربعين عاما في ولاية كلورادو، فالفوضى التي شاهدناها آنذاك شبيهة بالفوضى السياسية التي أحدثتها بعض أشكال المعارضة لدينا بما أزعجتنا به من بطولات كرتونية ومواجهات معلبة وخطب رنانة، لتنكشف لاحقا عورتهم بعد انقلابهم على ناخبيهم، لننصدم بأنهم رموز زائفة تختفي وراء أقنعة كالتي رأيناها في الهولووين، ولكنها أسوأ لانهيارها عند أول حاجز تستجدي العفو، لذلك صار على معارضة «الهولووين» هذه بعد الفوضى التي أحدثتها والخطيئة التي ارتكبتها وضياع الوقت والحقوق تقديم كامل الاعتذار للشعب.

***

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

تعليقات

اكتب تعليقك