د. محمد حسين الدلال: أعظم رجال التاريخ

زاوية الكتاب

كتب محمد حسين الدلال 472 مشاهدات 0


نستذكر في هذه الأيام ميلاد خاتم الأنبياء النبي العربي محمد، صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمةً للعالمين، نستذكر ميلاده باعتزاز، لأنه، برسالته وقيادته وأخلاقه، أخرج العرب والعجم من الظلمات إلى النور، من الجهل إلى إعمال الفكر والعقل ودعم العلم، من الجلافة وسوء الأخلاق إلى النبل وحسن الأخلاق، من العداوة والبغضاء والتشاحن وتقديم النفس والذات إلى خلافة الأرض وتنميتها بما يحقق المصالح العامة للبلاد والعباد.

كانت حياة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وقيادته وإدارته وخلقه، مثار إعجاب وتقدير العرب الذين عايشوه وصحبوه، أو حتى عادوه، وفي ذلك قيل الكثير، وتجاوز الإعجاب بهذه الشخصية التاريخية ذاك الزمان ليصل إلى زماننا هذا، حين تجد شخصيات يشار لها بالبنان في الغرب لها إنجازات تاريخية في مجال الفكر والأدب والسياسة تدلي بدلوها إعجابا وتقديرا لشخصية رسول العرب والمسلمين، التي فاقت شخصيته شخصية عظماء التاريخ.

بعد أن وضع النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في المرتبة الأولى كأعظم شخصية تاريخية في التاريخ متجاوزاً النبي عيسى عليه السلام والعالم إسحاق نيوتن، قال الكاتب والفيزيائي والفلكي مايكل هارت في كتابه المعنون «مائة رجل من التاريخ»: «إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي».

الأديب والسياسي والمفكر الإيرلندي المشهور، جورج برنارد شو، كتب في عام 1936 مقالاً له بعنوان الإسلام الحقيقي أبدى فيه إعجابا بشخصية الرسول، صلى الله عليه وسلم، قائلا: «إنني درست تاريخ حياة محمد، ذلك الرجل العظيم، وفي رأيي يجب أن يُطلق عليه لقب منقذ البشرية، إنني أعتقد أنه إذا قُدِّر له أن يتولى مسؤولية قيادة العالم، فلا شك أنه سيستطيع حل مشكلاته وإقرار السلام والسعادة، لقد تنبأت بأن عقيدة محمد ستكون مقبولة لأوروبا غدا».

كبير أدباء الروس وصاحب الروايات المشهورة عالميا، ليو تولستوي، تجاوز إعجابه لرسولنا الكريم إلى قيامه بتأليف كتاب عنوانه «حكم النبي محمد»، ذكر فيه: «أنا من المبهورين بمحمد والمعظمين له، فهو الذي اختاره الله لتكون آخر الرسالات على يديه، ويكون هو كذلك آخر الأنبياء، فيكفيه فخراً وشرفا أنه خلّص أمة ذليلة همجية دموية من مخالب شيطان العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم».

الشاعر والسياسي الفرنسي المشهور ألفونس لامارتين يصف الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالعظمة التاريخية في كتاب له بعنوان «تاريخ تركيا»، حيث يقول: «إنّه فيلسوف وخطيب فصيح ورسول ومشرِّع ومحارب وفاتح لأفكار جديدة ومؤسس لعقائد عقلانية ولعبادة من دون صور، ومؤسس لعشرين إمبراطورية على الأرض، ولإمبراطورية روحية واحدة؛ هذا هو، فمن نجد أعظم منه إذا قيس بكل مقاييس العظمة الإنسانية... النبي محمد».

من أشهر رجال التاريخ والقائد الروحي للهند، المهاتما غاندي، يذكر في حديث لجريدة ينج إنديا، متحدثا عن صفات سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قائلا: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك من دون نزاع قلوب ملايين البشر... لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته، مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته... هذه الصفات هي التي مهدت الطريق وتخطت المصاعب، وليس السيف».

يعد كتاب «شمس الله تشرق على الغرب - فضل العرب على أوروبا» من الكتب الرائعة التي كتبها مستشرقون غربيون وأظهروا عدالة حضارة الإسلام ودوره التاريخي الإيجابي على العالم، حيث تقول مؤلفة الكتاب المستشرقة الألمانية الدكتورة سيغريد هونكه: «إن محمدا، والإسلام، شمس الله على الغرب، كان رسول الإسلام يعرف أن المرأة ستجد طريقها بجوار الرجل ذات يوم، لذا آثر أن تكون المرأة متدينة، لها لباس معين، حتى تقي نفسها شر النظرات وشر كشف العورات، ورجل بهذه العبقرية لا أستطيع أن أقول إلا إنه قدم للمجتمع أسمى آيات المثالية وأرفعها، وكان جديرا أن تظل الإنسانية مدينة لهذا الرجل الذي غيَّر مجرى التاريخ برسالته العظيمة».

ختاماً، لا يسع مقال واحد -أو حتى عدة كتب- أن يجمع الصفات العظيمة التي كان يتميز بها رسول العرب والمسلمين محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، التي صدح بها المفكرون والفلاسفة والقادة في التاريخ الماضي والحاضر، وحريا بنا أن نستذكر ميلاد رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، باعتزاز وتقدير وحسن اتباع، ففي ذلك الخير كل الخير لنا ولمجتمعاتنا.

***

كل الامتنان والشكر والتقدير لمقام صاحب السمو أمير البلاد ومقام سمو ولي العهد، حفظهما الله، على دعمهما الكريم للحوار الوطني بين السلطتين والوصول إلى قرارات تحقق العفو والمصالحة لأبنائهم أصحاب الموقف والرأي السياسي.

ولا يفوتنا أيضا شكر جهود وعطاءات كل من رئيس مجلس الامة ورئيس مجلس الوزراء ونواب الأمة المشاركين والداعمين للحوار الوطني وتحقيق المصالحة الوطنية، والشكر موصول للجهود الشعبية والسياسية والإعلامية الداعمة لتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز روح الحوار الوطني الذي نتطلع لاستمراره وسيلةً حضاريةً للتعاون والتوافق الوطني بين الجميع.

تعليقات

اكتب تعليقك