د. موضي الحمود: أزمات تواجه سفينة التعليم... هل أضعنا البوصلة ؟!... نناشد #وزير_التربية إحياء مشاريع التطوير

زاوية الكتاب

مبادرة #من_هنا_نبحر ومجموعة #متضامنون_لاصلاح_التعليم

كتب د. موضي الحمود 371 مشاهدات 0


ڤيديو قصير تم تداوله على سبيل الفكاهة، ولكنه في رأيي مؤلم وصادق، تظهر فيه طفلة صغيرة بريئة تتوسل مدير شركة «لهدم المنشآت» بأن يسارع بهدم مدرستها بمن فيها، لأنها قصرت في تعليمها وزملائها وإرشادهم لما يجب أن يكتسبوه من مهارات.. أسئلة كثيرة يطرحها المهتمون في هذا الموقع: هل نطقت هذه الطفلة بما يشعر به الكثير من أبناء الوطن، ممن يشغلهم الشأن التعليمي لما أصاب المنظومة التعليمية من تأخر، وما أصاب مخرجاتها من تراجع في المعلومات والأداء؟ وهل اصطدمت سفينة العلم بحمولتها بجبل الجائحة الذي زاد من مشكلاتها؟ وهل لا يزال هناك متسع من الوقت لأن تعدل هذه السفينة بوصلتها لتتجه إلى مرفأ آمن لها ولمستقبل أجيالنا؟


هذه وغيرها من أسئلة ومظاهر تشخيص وآراء ورؤى لمعالجة الوضع التعليمي، حملتها مبادرة «من هنا نُبحر**» التي تبنتها مجموعة من المواطنين والمختصين، ممن شغلهم تأخر الإصلاح في المنظومة التعليمية وممن آمنوا بإيجابية العمل والثقة بإمكانية العلاج حتى وإن تأخرنا.. مؤلم أن تشخص المبادرة سنة الجائحة بـ«سنة الطبعة التعليمية» ولكنها الحقيقة التي وسمت هذا القطاع حين أغلقت المدارس والجامعات أبوابها بما يزيد على العام الدراسي وربما أكثر، وركن فيه الجميع إلى نظام التعليم عن بُعد والذي كانت أساليبه التي طبقناها قاصرة، فباعدت بين الطالب والتعليم الحقيقي مما أفرز نقصاً بيّناً في الحصيلة العلمية وتضخماً هائلاً في العلامات والنتائج!

أحزن وأنا أرى حفيدتي الصغيرة تجاهد في مسك القلم، ومثلها كثر من الفئة العمرية 7-4 سنوات ممن كانوا وأبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أكبر ضحايا التردد في القرار والتراخي في العودة إلى المدارس.. ولا أعلم كيف سيتم تعويض الفاقد التعليمي لهم ولغيرهم، ولكنها أمانة ومسؤولية يستشعرها من بيدهم الأمر.

أزمات متتالية تواجه سفينة التعليم في هذا الوطن.. ولكننا نؤمن بأن في هذا القطاع كثيراً من المخلصين العاملين على إعادة توجيه الدفة إلى الوجهة الصحيحة، من معلمين وموجهين وإدارات مدرسية ومسؤولين في إدارة الوزارتين.. يساندهم أفراد وجماعات مؤمنون بهذه المهمة، كمبادرة «من هنا نُبحر» ومجموعة «متضامنون لإصلاح التعليم» ممن يدعمون الاصلاح ويعظمون جهوده.. وملاحظة أخيرة أبرزتها المبادرة ونناشد وزارة التربية النظر إليها، وهي ضرورة إحياء مشاريع تطوير كان مآلها الإلغاء أو الاهمال، كمشروع كفايات (ألغي) ومشروع الاختبارات الوطنية (ألغي) ومشروع المعايير الوطنية (لم ينفذ) ومشروع رخصة المعلم (لم ينفذ) وغيرها من مشاريع استهدفت التطوير وانتهت.

وكلنا رجاء بأن تحرص الحكومة مجتمعةً ووزارة التربية خاصة والمجتمع بأسره على ضبط «البوصلة أو الدْيرة*» على وجهة المستقبل لتصل سفينتنا بحمولتها من أجيال متتابعة إلى مرفأ المستقبل آمنةً.

بيان الأمة

أشار بيان الأمة إلى الانفراج المرتقب والمتمثل في التماس العفو الأميري المقدّر والمستحق للمّ شمل أبناء الوطن.. ولكن ماذا عن الاستحقاقات الأخرى التي ينتظرها المواطنون ولم يأتِ البيان على ذكرها؟!

أيها النواب ممن شاركتم في الحوار، لا يزال في رقبتكم أمانة تجاه نفوس تواقة إلى استقرار الوطن، كالتعهد بالتصدي للفساد وأوله التشريعي، وإلى دعم جهود الاصلاح الاقتصادي الحقيقي وليس الشعبوي وإلى تعزيز الحريات.. فهل كانت هذه ضمن أجندة حواركم؟! مجرد سؤال!

الدْيرة: البوصلة باللهجة الكويتية.

* رابط مبادرة «من هنا نبحر»:

https://www.fromherewesail.com/

د. موضي عبدالعزيز الحمود
[email protected]

تعليقات

اكتب تعليقك