هند الشومر: سقوط أوراق التوت عن الأنظمة الصحية

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 481 مشاهدات 0


منذ أيام بدأ اجتماع اللجنة الإقليمية ل‍منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، وهو الاجتماع رقم 86 في الإقليم والذي عادة يعقد سنويا خلاف اجتماعات المجلس التنفيذي وجمعية الصحة العالمية ووسط آلام العالم وأوجاعه من الصحة وسوء أداء النظم الصحية والتي ظهرت مؤخرا في إدارة ملف كوفيد-19 حيث لم يسبق للصحة أن أصبحت في مرمى الهجوم من أنظمة مختلفة، بل إن قضايا الفساد في الصحة قد أصبحت حديثا واضحا للجميع.

وفي هذا الصخب والتوتر ظهرت نداءات وصيحات تنادي بإعادة النظر في التعامل والتنسيق الدولي للصحة والتفكير في إيجاد آلية جديدة بدلا من منظمة الصحة العالمية لتفادي الأخطاء أو لتطوير أداء المنظمة الحالية أو وضع آلية جديدة لها.

وهناك العديد من الآراء بعضها متخصص والبعض الآخر له علاقة بترتيب البيت الدولي والمنظمات الدولية ودورها ولكن يبقى السؤال وهو قد لا نجد الإجابة عنه بصراحة ممن لم يستفيدوا من ذلك واختاروا موقع المتفرجين وممن لم يكونوا على مستوى التمثيل أمام المنظمات الدولية وممن حضروا ولم يستفيدوا من القرارات والخطط والبرامج التي أوصت بها المنظمة، ولكن البعض من هؤلاء لم يتعاملوا معها كما ينبغي بدليل عدم تحقيق الإنجازات الملموسة بالخطط والبرامج أو عدم الوصول إلى الغايات.

والكثير من البرامج كانت تتطلب التزام القيادة الصحية الجدية في العمل وحشد الموارد، ولكن للأسف الشديد اختلط الأداء العلمي مع الأداء السياسي وأصبح الحديث الآن عن آلية جديدة بدلا من منظمة الصحة العالمية وهو ليس بالحل المناسب لمشكلة القيادات الصحية التي لا تعرف مسؤولياتها عن الصحة، ولكن تعرف فقط كيف تستفيد من الصحة إلى آخر مراحل الفائدة، ولكن دون الاهتمام بالأهداف أو الغايات أو ارتفاع معدلات الأمراض وعوامل الخطورة أو ارتفاع معدلات الوفيات، ولكن بدلا من الحديث بصراحة وشفافية عن أداء النظم الصحية الفاشلة أصلا أصبح الحديث عن المنظمة ودورها سواء الحالي أو المأمول أو المرتقب أو تطويرها، بل إن العلة والعلاج الشافي هي إعطاء مسؤوليات النظام الصحي إلى قيادات قادرة علميا وإداريا وتنحية من ثبت فشلهم من دروس «كورونا» التي ما زالت في الذهن ولن تمحى بسهولة من الذاكرة، فهي أسقطت أوراق التوت عن الكثير من الأنظمة الصحية التي كانت تتخفى خلف إنجازات وهمية وشكلية وآن الأوان أن تختفي بدلا من الحديث عن فشل المنظمة وضرورة وجود آلية أخرى بدلا منها والتصدي لفشل الأنظمة الصحية وسقوطها في الامتحان لأسباب شخصية.

تعليقات

اكتب تعليقك