د. موضي عبدالعزيز الحمود: هل لخلافاتنا من نهاية..؟!

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 644 مشاهدات 0


في هذا الأسبوع من شهر سبتمبر من كل عام يحتفل العالم أجمع بحدثين مشهودين في المسيرة الإنسانية، وهما اليوم العالمي للقانون والموافق للثالث عشر من سبتمبر، والثاني هو اليوم العالمي للديموقراطية الذي احتفل به العالم أمس الموافق الخامس عشر من سبتمبر. 

يومان يقترن أحدهما بالآخر في أهميته وضرورة سيادته لتحقيق استقرار الدول وصلاح مجتمعاتنا الإنسانية. فلا ديموقراطية حقيقية من دون سيادة للقانون، ولا مظلة قانونية فاعلة من دون مشاركة حقيقية للشعوب في اتخاذ القرار المؤثر في مصير أوطانها.. ولهذا قرنت المنظمات الدولية الاحتفال بهذين اليومين لتذكّر الجميع بأهمية استحضارهما كل سنة في الشهر والأسبوع نفسهما. 

أجدها مصادفة أن يقترن هذان التاريخان بما يثار في ساحتنا المحلية من قضايا قانونية وأحداث برلمانية تتمثل في نزاع محتدم بين أطراف لها حضورها وتأثيرها في الساحة السياسية والنيابية. منها ما هو بين شخصيات لكل منها مكانتها في المجتمع ولكل منها حجتها، ومن دون الدخول في تفاصيل الخلاف، فإننا نأمل أن يكون مكانه ساحة القضاء لا ساحة الفضاء الإلكتروني الذي تزيد بعض شخوصه ورسائله الفرقة بين المتخاصمين وتعمّق الهوة بين أطراف كثيرة في المجتمع.. فنحن في دولة قانون وفي عالم تحكمه قوانين وأحكام فيها ملاذ وحماية للجميع، وتحت مظلة القانون وحده يُمكن وأد الفتن وإقرار الحقوق من دون تعسّف أو انحياز.. ذلك ما نأمل وذلك ما يجب أن يكون حتى تهدأ النفوس ويستقر الوطن. 

وعلى الجانب الآخر، نتابع بأسى ما حل بمسيرتنا الديموقراطية من تعثّر، وما طال دستور الدولة من تعدٍّ من أطراف كان من الواجب أن تحل خلافها في قاعة عبدالله السالم لا خارجها.. وأن يحرص كل طرف على احترام حقوق الطرف الآخر، فعلى الجانب الحكومي أن يتخلى عن العصمة في الأداء ويتقبل المساءلة بثقة واحترام ما دام الهدف بناء الوطن.. وأن يتحلى الجانب النيابي بالبعد عن الثأر والتصلب والإثارة.. فالوطن أمانة واجبة، ومصالحه متقدمة على كل مكاسب نيابية أو حكومية قصيرة المدى، وعلى الجميع الامتثال والعمل وفق النهج الديموقراطي وأحكام الدستور الذي أقسم الجميع على احترامه. 

أخيراً لم يأتِ احتفال العالم بهذين الحدثين في هذين التاريخين عبثاً، وإنما أتى لتأصيل مبادئ الحق والعدالة والديموقراطية وسيادة القانون، لأنها مجتمعة تشكل سياجاً لحماية الأوطان وأساساً لحفظ مصالح الشعوب وتجنيبها شرور الخلاف والصراع.. اللهم احفظ الكويت من الفتن.. اللهم آمين. 

***

لقاؤنا قريباً إن شاء الله

بعد تواصل أسبوعي خميسي حميم مع قرائنا عبر القبس، تتوق النفس إلى إجازة قصيرة لتجديد النشاط.. أستودعكم الله، وحتى ذلك الوقت دمتم في حفظ الله ورعايته.

تعليقات

اكتب تعليقك