مبارك الدويلة: «بربسة» التعيينات

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 903 مشاهدات 0


- بربسة تعني حوسة.. وحوسة تعني الفوضى والعمل بلا تخطيط.

في الكويت معظم تعيينات القياديين تتم بالواسطة، اعتباراً من الوزير الى فراش الوزير! لذلك تجدنا ماهرين في كتابة الخطط، لكننا فاشلون في تطبيقها وتحويلها الى واقع ملموس! لأن من يقرأ هذه الخطط وينفذها، إما أنه لا يفهم ما يقرأ، أو أنه لا يعرف كيف ينفذ ما فهم!

مع وصول عهد صباح الخالد، توقعنا أن ظاهرة التعيينات وفق المحسوبيات انتهت، واستبشرنا خيراً وتفاءلنا كثيراً، لكن الواقع أكد لنا أننا كنا نحلم! وأن ترشيحات الوزراء تتم بأسلوب بعيد عن المهنية وغارق بالمحسوبية، لدرجة أن بعض المراجع العليا أحياناً تتدخل وتوقف بعض هذا العبث!

***

بالأمس تناولت وسائل التواصل الاجتماعي قرارات وزارية بتعيينات لشخصيات معينة في مناصب قيادية في احدى الوزارات السيادية، ولكن ما لفت نظر القراء والمتابعين تعيين وزيرة سابقة في أحد هذه المناصب، وليس عيباً تعيين الوزراء السابقين في مناصب قيادية، بل العيب كل العيب أن يكون هذا الوزير لم ينجح في وزارته التي كان يدير لدرجة تم استجوابه من قبل مجلس الأمة في حينها، وتم تقديم طرح الثقة فيه من قائمتين من النواب، لدرجة أنها (قصت الحق من نفسها) وقدمت استقالتها من على المنصة!! وتعتبر هذه الحالة غير مسبوقة، أن يقدم وزير استقالته من على المنصة بعد تقديم قائمتين لطرح الثقة به، وهو إعلان مسبق من مجلس الأمة بطرح الثقة بهذه الوزيرة التي لم تجد تعليقاً على هذا الحدث إلا الصراخ وتحميل التجار والمقاولين مسؤولية ما حدث!!

***

إقالة وزيرة الاشغال من على منصة الاستجواب كان يفترض أن يكون كافياً لحرقها سياسياً، لا أن تأتي الحكومة لتعيد تعيينها في منصب قيادي في إحدى الوزارات السيادية! هذا الاختيار دليل على البربسة التي تسيطر على سياسة اختيار القياديين اليوم في دولتنا الحبيبة!

والأغرب من هذا التعيين، تعيين مهندسة كمبيوتر في منصبين سياسيين في الوزارة نفسها وفي قرارين وزاريين منفصلين! وخلال أقل من أربع وعشرين ساعة من صدور قرار تعيينها الاول!

أذكر جيداً أحد وكلاء الوزارات طلب منه مدير مكتب الوزير أن يصدر قرار ترشيح لأحد الموظفين لمنصب مدير ادارة، وذلك بناءً على طلب الوزير، الوكيل تجاهل الطلب لعدم قناعته باستحقاق هذا الشخص لمنصب مدير! بعد فترة يقرأ ترشيح الوزير لهذا الشخص لمنصب وكيل وزارة مساعد!

لعلنا مازلنا نذكر كيف تم تعيين مستشار ثقافي في إحدى الدول العظمى! حيث انتهت لجنة اختيار رؤساء المكاتب الثقافية من عملها ورفعت للوزير قائمة الأسماء المرشحة وعددها خمسة! وفوجئ الجميع بأن الوزير يصدر قراره بتعيين ثلاثة فقط من الأسماء المرشحة وإلغاء اثنين واستبدالهما بآخرين ممن لم يتم اختيارهم من اللجنة! والغريب أن أحد هذين ممن نزل على الجميع بالبراشوت مرشح اليوم لمنصب وزاري!

لاحظوا أن بعض الوزراء ما يستمر أكثر من شهرين في منصبه ثم يطلب منه تقديم استقالته بعدما يتبين أن الاختيار كان على عجل وغير متوافق مع استحقاقات المنصب!

هذي الكويت صلّ على النبي!

تعليقات

اكتب تعليقك