مبارك الدويلة: لوثة ليبراليين في الخليج
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة أغسطس 23, 2021, 10:41 م 931 مشاهدات 0
لا أظنه أمراً مرتباً، فما يحدث اليوم من تصريحات لبعض الرموز الليبرالية في خليجنا المضطرب يؤكد أن شيئاً ما أصاب عقولهم! فأحدهم صرح بالأمس يستهزئ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في علاقة المسلمين باليهود ويعتبره خزعبلات! من أجل تبرير التطبيع مع الصهاينة، ولعل هذه الكلمة ذكرتنا بوصف ليبرالي آخر للجنة والنار بأنها خزعبلات! الأول في مقابلة تلفزيونية والثاني في إحدى الصحف اليومية، واليوم خرج علينا أحد رجال الأعمال المعروفين يطالب بإباحة الخمور في بعض المناطق السياحية بالكويت بحجة جذب المستثمرين، حتى قال أحد المراقبين معلقاً على ما يحدث: ربعنا استخفوا..! قلنا ليبراليين وعلمانيين ومتحررين بس اثقلوا شوي! الديرة ما زال أهلها فيها!
***
يسعى الليبراليون جاهدين إلى علمنة الدولة، بمعنى عزل الدين عن حياة الناس! فتأكل وتشرب وتلبس كما تشاء من دون ضوابط دينية أو شرعية، حتى تجرأ أحدهم وسوّغ وزيّن للقارئ حيوان الخنزير، أجلّكم الله، في مقالة كاملة! ويسعى بعض أنصار العلمانية إلى ربط تخلف الأمة عن ركب الحضارة بالالتزام الديني في بعض مناحي الحياة، فاعترضوا على كثرة المساجد وصدح الأذان كل يوم خمس مرات، وطالبوا تارة بتوحيد الأذان وإلغاء وظيفة المؤذن تمهيداً لإلغاء الأذان، وتجرأوا أحياناً وطالبوا بعدم استعمال المايكروفون عند الأذان!
***
يحاول أنصار العلمانية في كثير من الأحيان إلى جعل الدين ظاهرة محصورة في المساجد والمناسبات الدينية فقط! ولا يترددون في تضليل الناس بقولهم إن الدستور الكويتي أكد أن الدولة علمانية، بدليل أن الشريعة غير مطبقة في القوانين الوضعية، وهذا كلام مضلل، فالدستور أكد أن «دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، بمعنى أن للدولة ديناً، يعني ليست دولة «لادينية» وكلمة «مصدر رئيسي» تؤكد أن الأصل في التشريع هو الشريعة الإسلامية، فإن لم تجد فيها غايتك فلك أن تبحث، بعد ذلك، في مصادر أخرى! لكن المشرّع في تطبيقه لم يلتزم بمدلول هذا النص، فاتجه إلى مصادر أخرى في بعض التشريعات كالربا والحدود، بينما معظم القوانين المعمول بها في الأحوال الشخصية والمواريث والعبادات منبثقة من الشريعة الإسلامية! ومع هذا فالتقصير في التطبيق لا يعطي مشروعية للواقع المعمول به!
***
الإسلام يهذب السلوك الفردي، وكلما زادت جرعة الوعي الديني عند الإنسان زاد التزامه الأخلاقي والسلوكي، وبالتالي يستفيد المجتمع من مواطنين صالحين في أنفسهم وفي سلوكهم مع الآخرين.
ووجود بعض الشواذ ممن التزم ظاهره ولم يلتزم باطنه لا يعطي مبرراً لرفض الظاهرة الدينية، فمن شذّ.. شذّ في النار، «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» (الزلزلة: 7 و8).
لذلك من مصلحة المجتمع أن يتهذب الناس على الدين، وبالتالي يدرك أن الله يراقبه، وانه بالتالي سيحاسبه إن خيراً فخير وإن شراً فشر! بينما هذا الذي لا حظ له من شعوره بمراقبة الله لن يتردد في عمل المنكرات والمخالفات متى ما شعر أن القانون غافل عنه!
***
الإسلام دين الله الذي ارتضاه للناس، وختم به الرسالات، «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ» (آل عمران: 85)، والكويت دولة إسلامية وأهلها مسلمون، رضي من رضي وأبى من أبى، ولن يسمح شعب الكويت لعلماني أو ملحد بأن يرجعنا الى مربع الجاهلية الأولى، ونختم بأبيات الشاعر محمد إقبال:
«إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا».
تعليقات