‫حسن العيسى: دعونا نسألكم ما الفرق بين "طالبان" و"داعش" أو "القاعدة" في نوعية الإجرام والعقل المنغلق على العصور الوسطى إلا في درجة العنف والإجرام؟ ماذا حدث لكم؟ ‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 828 مشاهدات 1


ها أنتم الهاربين من اضطهاد الحريات السياسية ومن الملاحقات القانونية في الكويت، ووجدتم المكان والملاذ الآمن في ربوع تركيا الجميلة، تقفون اليوم تهللون وتباركون مبتهجين لقرب عودة حركة طالبان للحكم في أفغانستان... ماذا يعني هذا؟ وكيف تفهمون معنى احترام الإنسانية؟! وكيف نفهمكم نحن بدورنا؟ وماذا تركتم لنا للتعاطف مع قضيتكم وقضيتنا في مسألة حرية التعبير حين يكون حكم "طالبان" مثالاً نموذجياً لكم كما عبرتم ببؤس في عدد من تغريداتكم؟

دعونا نسألكم ما الفرق بين "طالبان" و"داعش" أو "القاعدة" في نوعية الإجرام والعقل المنغلق على العصور الوسطى إلا في درجة العنف والإجرام؟ ماذا حدث لكم؟ هل هو التشفي من أميركا التي ورطت الإنسان الأفغاني الحر والمرأة الأفغانية بالتحديد حين حسبا أنفسهما دخلا باب الحضارة والإنسانية بقرار انسحابها؟

"طالبان" بطلة التحرير التي تصفقون لها لم تصل إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات مثلما حدث في مصر بعد وصول جماعة الإخوان للحكم هناك كي نبرر موقفكم اليوم، بل بالقتل والإرهاب الجماعي اكتسحت بلاد البؤس الأفغانية، وثبت في حقها أيام حكمها من منتصف تسعينيات القرن الماضي حتى 2002 أنها ارتكبت، على سبيل المثال لا الحصر، جرائم مثل الطرد الجماعي للسكان، والمذابح الجماعية، وقتل المخالفين من دون محاكمات، وتدمير معالم ثقافية تاريخية مثل تمثال بوذا، واضطهاد الشيعة، والاتجار بالأفيون، وارتكاب جرائم حرب، فضلاً عن اضطهاد رهيب ضد النساء وحرمانهن من التعليم والخروج من المنزل بغير محرم بالغ مهما كانت حالة الضرورة.

كان أول خبر زفته تلك الجماعة المنتصرة للإعلام هو سحب ممثل كوميدي من منزله وصفعه باحتقار أمام الكاميرات، ثم قتله وسحله في الشارع، بالتأكيد الضحك والفرح في قاموسهم من الجرائم التي لا تغتفر.

مَنْ نلوم الآن على ما يحدث اليوم في هذه الدولة التي لم تكد تطرق باب المدنية حتى سُحِبت وطُرِدت من عالم الإنسانية؟ هل نلوم الولايات المتحدة التي خلقت "طالبان" في الثمانينيات، وهم المجاهدون الذين حققوا رغبة أميركا في طرد السوفيات من تلك البلاد، ثم انقلب السحر على الساحر عند تدمير مركز التجارة في نيويورك، أم نلوم دولنا النفطية التي أنفقت مئات الملايين لدعم "النضال التحرري الإسلامي" في أفغانستان، ونلوم القوى الإسلامية عندنا التي تراكضت لنجدة المجاهدين، أم نلوم المجتمع الدولي الذي وقف متفرجاً على مآسي أفغانستان؟ 

كم هو مؤسف أن نطالع تغريدات بعض الإسلاميين الكويتيين يسطرونها وهم في الجنة التركية، لماذا لا يذهبون إلى قندهار كي يقدموا مباركتهم وتأييدهم لأمير "طالبان" مباشرة بدلاً من تغريداتهم المخجلة؟

تعليقات

  1. فقط المقالات السياسية

اكتب تعليقك