حسن العيسى: جاك الموت يا تارك الصلاة

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 1197 مشاهدات 0


مع أن معظم أهل البلد لا يتركون الصلاة وأناس يخشون الله، لكن المثال هنا تنبيه لهم. هل قرأتم مانشيت جريدة الراي أمس "العجز يفترس الدعوم"؟ يعني أنه لن نبقى كما كنا متى فرضت السلطة (الحكومة) الاقتراحات المنشورة، كم مرة نعيد أن ما يطرح في الصحافة هذه الأيام ليس تصورات صحافية، بل هي الحكومة التي تجس النبض ورد الفعل لمقترحاتها، وفي النهاية "إذا حمت الحديدة" ستفرض المقترحات، سواء اتفق عليها أعضاء المجلس أم لا! سيقول المجلسيون، حكوميين وغير حكوميين، كلمة لا بصوت عال، فالسياسة "عندنا" قبل الاقتصاد، وإرضاء الصوت الانتخابي غاية الأمل.

التصورات المنشورة هي مثل تخفيض بعض الدعوم، و"حذف" (بعبارة الراي) الأشخاص الذين يتلقون رواتب تزيد على 3000 دينار من التموين، وإلغاء حصة الخدم والحشم، الذين يبلغ عددهم 461 ألفاً من الدعم التمويني، والذين يشكلون 16 في المئة من حجم المستفيدين.

أيضاً هناك رفع أسعار بعض المحروقات، وخفض دعم الكهرباء... وغيرها من أمور لا تمس جيب المواطن، بل تمزقه تماماً، ما لم يتأقلم مع الواقع الجديد.

بالنسبة إلى الطبقات العليا ومعهم الشرائح العالية من الطبقة الوسطى، وكله صابون، سترفع أجرة أراضي الدولة المؤجرة لهم؛ شاليهات، وقسائم صناعية وغيرها... في النهاية، على الجميع أن يشرب العلقم، متى طُبقت تلك التصورات بعدالة وإنصاف ولم تصب أصحاب الدخول البسيطة.

هل هناك تصور وحل آخر، غير "هاتوا فهد الرجعان" وصادروا ملايين الحرامية ومن أثرى من المال العام؟ وكلها لو حدثت، وهي لن تحدث أبداً، فلن تخفف من العجز المالي، ولن تنقذنا من الطوفان.

تصورات الحكومة "نظرياً" تتوافق مع المنطق ووضع الدولة الآن، فبعضها نتف القليل من ريش دولة الريع الرخوة، لكن في الواقع لن يقبلها الأكثرية، جملة وتفصيلاً، وإذا تخيلنا مئات آلاف الخريجين القادمين لسوق العمل، خلال السنوات القليلة القادمة، وأسعار النفط بحدود أسعارها اليوم، وظلت الأمور تسير كما هي فهي كارثة، فماذا ستعمل السلطة... كم رددنا عبارات مثل "قدّمي يا سلطة تنازلات سياسية من أجل الحريات، اعفوا عن المهجرين في تركيا، ألغوا القوانين والأحكام التي صادرت حريات التعبير، شددوا الرقابة على هدر المال العام، دعوا الناس تتنفس قليلاً، وضعوا نهاية لعقلية الطفولة، التي تدار بها أمور الدولة مثل إغلاق دورة رقص شرقي خاصة بالنساء، لأن نائباً أو أكثر طالبوا بذلك"، إلا أن "عمك كان أصمخ". كلها أمور من الممكن أن ترضي نفوساً كثيرة، لعلها تتقبل بعضاً من القادم، وكم سيكون صعباً عليهم.

تعليقات

اكتب تعليقك