د.موضي الحمود: قرار الـ«60» ولعبة «اليويو»

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 1149 مشاهدات 0


«اليويو Yoyo» لعبة صغيرة ممتعة اشتهرت في العالم أجمع، تتكون من قطعتين دائريتين يصل بينهما خيط طويل يحركه اللاعب فترتفع وتنخفض بحركات لولبية متأرجحة ومتقلبة في الهواء.

في الواقع لم أجد تشبيهاً أفضل لحالة التردد والتأرجح لقرار من بلغ الستين عاماً من الوافدين بالسماح لهم بأذونات العمل من عدمه إلا حركة هذه اللعبة المتأرجحة. 

لم أرغب الكتابة حول هذا الموضوع مكتفية بكثرة ما كتبه الزملاء حوله.. لكن ما العمل، ففي كل مرة يستجد جديد ونفاجأ بتسريب لتفكير أو لتعديل تنوي الإدارة الحكومية إجراءه على هذا القرار. فمن أمر قاطع بعدم التجديد لمن بلغ الستين من الوافدين من حملة الشهادة الثانوية وما دون، إلى التفكير برسوم مرتفعة تبلغ 2000 دينار للتجديد لهم مع التأمين الصحي، إلى التفكير الأخير باستثناء العاملين منهم في القطاع الحكومي من الرسوم، فهم فقط «المرضي» عنهم وغيرهم فلا. 

لا ندري ما سيسفر عنه التفكير الحكومي لاحقاً بشأن هذه الفئة، ولكن ذلك يشي صراحةً بأن قرار كهذا -يمس حياة بشر لهم أسر والغالب منهم يُثري بمهاراته نشاطات اقتصادية وأنشطة مطلوبة- لم يأخذ حقه من الدراسة لتوقع تبعاته وآثاره على حياة أناس استقروا واستثمروا سنوات طويلة من أعمارهم في أعمالهم داخل الكويت. 

وللعلم فقط، بأن هذا القرار مع كل تعديلاته لن يكون هو الحل السحري لتعديل التركيبة السكانية المستهدفة، فهذه الفئة مهما بلغت أعدادها لن تشكل إلا نسبة ضئيلة في بحر العمالة الوافدة الذي يعج بالعمالة الهامشية ذات العقود القصيرة والمتوسطة والعمالة السائبة المنخفضة الكفاءة والقليلة المهارة. 

أحزن عندما أرى الأعداد الهائلة من العمالة البسيطة عند نقاط الدفع في الجمعيات التعاونية يتقاتلون لخدمة عميل يستطيع حمل أغراضه بنفسه، وأكتئب عندما أرى عمال النظافة بردائهم الأصفر يستجدون «المقسوم» من المارة.. وغيرهم الكثيرين في المطار وفي مراكز الخدمة.. وهنا أتساءل وأسأل من بيده القرار ما هي القيمة المضافة لهذه العمالة في اقتصادنا الوطني؟!

الأمر يا سادة يحتاج إلى مراجعة شاملة لقرار الـ«60» وللوضع برمته ليكون التوجه بناءً ومنصفاً للقطاعات الاقتصادية كلها عامة وخاصة.. وقبل ذلك عادلاً للإنسان الذي أمضى سنوات عمره في الكويت يبحث عن الرزق الحلال والبلد الآمن. 

إلى جنة الخلد يا أم عبد العزيز 

كانت تأسرك بوجهها البشوش وابتسامتها الدائمة، وتزيدنا فخراً كنساء بعطائها الوطني كمربية للأجيال.. إنها المرحومة، بإذن الله، السيدة لطيفة محمد البراك الأم الحنون والمربية الفاضلة والرائدة في مجال عمل المرأة.. محطات عطائها المعنوي استمرت حتى أواخر أيامها في الدنيا، حين شجعتنا بأخذها اللقاح ضد هذا الوباء اللعين.. وأسعدتنا بطلتها الأخيرة عبر لقاء تلفزيوني شائق مع أسرتها الصغيرة.. إلى جنة الخلد أيتها المربية الفاضلة.. لك الجنة ولذويك ومحبيك الصبر والسلوان. 

تنويه: ورد خطأ مطبعي في اسم مدير مركز جابر الأحمد الثقافي السابق في مقالتنا الأسبوع الماضي والاسم الصحيح هو «السيد فيصل خاجة».

تعليقات

اكتب تعليقك