حسن العيسى: عاصمة مشاريع الخيبة

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 923 مشاهدات 0


"الكويت عاصمة مشايع الخيبة"، هي التسمية الأنسب لموضوع الزميلة حصة المطيري، التي كتبت في "الجريدة"، عدد أمس، "الكويت... عاصمة المشاريع المتأخرة! فكرة السكك الحديدية وُلدت أواخر سبعينيات القرن الماضي ومازالت في مرحلة التحضير".

من مجموع ثمانية وعشرين مشروعاً للبنية التحتية، من المدن العمالية حتى السكك الحديدية، لم يكتمل أي مشروع منها، وكانت نسبة الإنجاز فيها بين الصفر و80 في المئة، وقد يكون متوسط الإنجاز 40 في المئة... ويا خيبتكم!! يتغير الوزراء وتتغير ألوان بشوتهم الداكنة ورسمات ابتساماتهم الدعائية، لكن يظل الفكر والإنجاز على حطة إيدكم، وشوفة عينكم.

هل تعرفون سبب هذا الخمال والتأجيل والتواكل في الإدارات الحكومية؟ ليس دائماً كما يتعذرون بنقص الميزانية، فالميزانية "رسمياً" لم تتأثر بعمليات الهبش العظمى من أكبرها وأسمنها، السبب هو أن السلطة لا تعرف أبداً مبدأ الجدارة في اختيار الأفراد للعمل السياسي والإداري... هي تعرف تماماً مبدأ العيارة السائد من عقود.

تحدث الكاتب الأميركي أدريان وولردج في كتابه "أرستقراطية الموهبة... كيف صنع مبدأ الكفاءة العالم الحديث"، عن دعائم مبدأ الجدارة أو الكفاءة لمجتمع ما، والذي ابتدع هذا المصطلح عالم الاجتماع البريطاني مايكل يونغ عام 1958، وكتب أدريان أن مبدأ الجدارة يقوم على أربعة أسس، هي المواهب الطبيعية، والمساواة في الفرص، وتحريم التمييز حسب العرق أو المعتقد أو الجنس، ومكافأة العامل المتقدم للعمل تكون عبر منافسة مفتوحة لا عبر المحسوبيات والواسطة.

تُعدُّ سنغافورة عاصمةَ مبدأ الجدارة في الوظيفة، بعض الموظفين فيها يتسلم أكثر من مليون دولار بونص إذا قدم إنجازات كبيرة، هؤلاء في أيام دراستهم يواصلون الليل بالنهار، ومثلهم في كوريا الجنوبية، وأهالي الطلبة ينتظرون أبناءهم وبناتهم خارج المدرسة، يُصلّون أن تحقق ذريتهم نتائج متقدمة كي يجدوا الوظيفة اللازمة. عندنا، إذا تذكرون، عدد كبير من الأهالي ونواب "الميلس" ردحوا طويلاً على وزير التربية كي تقدم الامتحانات بالإنترنت في البيت، لا في المدرسة، وعذرهم "كورونا"! بينما الحقيقة هي "تسهيل أمور النقل" من الكتاب في البيت. ومع ذلك، كانت نتائج الاختبارات العامة مذهلة، فالأغلبية نجحوا بمعدلات عالية جداً... شلون؟ كيف؟! الله أعلم!

حين تنظرون للشروط الأربعة لمبدأ الجدارة في الكويت، تدركون في بلد "هذا ولدنا"، الفارق بين الجدارة والعيارة... وعندها ستتيقنون أن سيادة البشوت السوداء في مثلث العائلة والعشيرة والقبيلة وتحقيق تنمية مستدامة وبنية تحتية متكاملة مسألة لا ترهم أبداً.

تعليقات

اكتب تعليقك