د.موضي الحمود: صروح ثقافية تزدهر.. ونرجو ألا تندثر
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود أغسطس 4, 2021, 10 م 889 مشاهدات 0
في التاريخ القريب أحداث وصروح كان لها تأثير وبصمة في ثقافة الوطن ومسيرته الحضارية يذكرها من عاصر نشأتها وتطورها.
صروح أصبح لها أكبر الأثر في صحراء ثقافتنا الجرداء، خاصة في السنوات الأخيرة.. كما كان لها أجمل صدى محلياً وخارجياً.. أذكرها لمعاصرتي بدايات نشأتها كأفكار واعتمادها كمشاريع في سجلات مجلس الوزراء خلال السنوات 2008 / 2010.
ثار النقاش في مجلس الوزراء بين مؤيد ومعارض حول أولها، وهو مبنى المستشفى «الأمريكاني»، الذي يشكل جزءاً مهماً من ذاكرة الكويت التاريخية، حيث كانت مبانيه آنذاك تخضع للترميم من قبل وزارة الأشغال بطرازها المعماري المميز.. وذلك لطلب المجلس الوطني للثقافة والفنون بتحويله ليكون مقراً يضم داراً للآثار الإسلامية بمقتنياتها المميزة وإرثها الإسلامي العريق.
رجحت كفة المؤيدين في المجلس، وبمباركة من رئيسه تم تحويل المبنى إلى معلم ثقافي وحضاري ضم جزءاً من «كنوز الدنيا»، وهي مقتنيات نادرة من الإرث الإسلامي.. تلك الآثار التي طافت العالم لتستقر في حضن الوطن ولتصبح من معالمه الثقافية الزاهرة.
أما ثانيها فكان مشروع «دار الأوبرا»، أو ما أطلق عليه لاحقاً «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي»، حيث كان الحماس حاضراً في مجلس الوزراء لاعتماده وإنشائه، وزار وفد برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سمو الشيخ ناصر المحمد «دار الأوبرا السلطانية» في سلطنة عمان لاستلهام نظامها، وليضيف عليها مركزاً للثقافة.. تم لاحقاً تحويل أعمال إنشاء المشروع وإدارته إلى الديوان الأميري، وبصرف النظر عن المؤيد أو المعارض لجهة تنفيذ وإدارة هذا الصرح من قبل الديوان، فإن الواقع يشهد بأن «مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي» أصبح واحداً من أهم مراكز الثقافة في الكويت وفي العالم العربي، خاصة عندما تولى إدارته فريق مبدع ومتمرس من شباب الكويت المخلصين.
أعاد لنا هذا المركز ملاحم الفن الراقي، وإبداعات التراث المسرحي والغنائي والثقافي الجميل، واستقطب في سنوات عمله القليلة مئات الآلاف من الزوار والمشاهدين لعروضه الثقافية والفنية المتنوعة.
وفي الفترة ذاتها حولت وزارة التربية ثانوية عبدالله السالم، التي كانت مقراً لمنطقة حولي التعليمية، إلى الديوان الأميري لتتحول كذلك إلى مركز «عبدالله السالم الثقافي».. مركز لا يمل كبارنا ولا صغارنا من التجول في أقسامه العلمية والثقافية الغنية.
صروح جميلة ازدهرت وزادت من رونق الكويت وتألقها الثقافي، وأثرت ساحتنا الثقافية والفنية بكنوز ثمينة، لذا نرجو ألا يعوق قرار تحويل مركزي جابر الأحمد وعبدالله السالم إلى وزارة الإعلام تقدمهما، وألا تقتل الآلة البيروقراطية الحكومية كل إبداع نما في أروقتهما، وألا يكونا في مرمى الصراع بين السياسيين ونزاعاتهم.
أخيراً، لعل فيما طرحه مدير مركز جابر الأحمد الثقافي (السيد فيصل خاصة) من رأي راجح بإنشاء مؤسسة غير ربحية تشرف على إدارة هذه المراكز الثقافية، يترأسها مجلس أمناء منتقى برئاسة وزير الإعلام والثقافة، هو خير نظام لحماية استمرارها بالزخم نفسه، مع الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الشباب الكويتي، وعدم إهدار ما اكتسبوه من خبرة وكفاءة في هذا المجال، والله الموفق.
تعليقات