مبارك الدويلة: الزواوي وتزوير الحقائق
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة يوليو 19, 2021, 12:03 ص 1584 مشاهدات 0
كتب الأخ عادل الزواوي، بصفته منسقاً عاماً لمجموعة الثمانين، رداً على مقالتي في زاويتي الأسبوعية في القبس، التي كانت بعنوان «الفتنة قادمة»، وجاء رده مملوءاً بالمغالطات والمعلومات الخاطئة في تعمّد واضح يصل إلى درجة تزوير الحقائق!
ويبدو أن مقالتي بمجملها كانت محكمة لدرجة أن الزميل الزواوي لم يجد ما يؤاخذني عليه إلا في الجملة التي ختمت بها مقالتي «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، حتى إنه ظن أنها هي عنوان المقالة! ومع هذا فقد أخذه الحماس للرد لدرجة أنه وقع فيما كان يحذّر الناس منه، وهو محاربة تزوير الحقائق والمعلومات! وحتى يقنع القارئ بصحة اتهامه لي بأنني داعم ومؤيد للمزورين، جاء بحادثة قبل ثلاثين عاماً، عندما ذكر حينها أنني أتيت وزير الدفاع الشيخ علي الصباح رحمة الله عليه بست معاملات غير قانونية لأفراد من البدون رفض توقيعها! وكم كنت أتمنى لو كانت عند الزميل بومحمد عادل الزواوي الشجاعة الأدبية والأمانة العلمية لينقل للقارئ من أنني كتبت مقالة في القبس بعنوان «عفواً… أبا ثامر»، أنفي فيها ما ذكره الشيخ علي، وأطالب بذكر المعاملات وكشف الحقيقة للشعب ليعرفها بدلاً من تشويه نواب الأمة! وكان رحمه الله مؤدباً عندما قال لي: «لن أنفي كلاماً لم أقله»!
ويستمر الزميل في تزوير الحقيقة عندما ينقل خبراً مفتعلاً، من أن سبب خلافي مع الجهاز المركزي للبدون هو رفض الجهاز لمطالب مجموعة من البدون تقدمت بها لهم، ويذكر أنهم من شباب تيار الحركة الدستورية (صبية التيار) كما أسماهم، وأنا أقول إن هذا الخبر غير صحيح وافتراء، لأنني لم أدخل على رئيس الجهاز إلا مرتين أو ثلاثاً لحالات معروفة ليس لها علاقه بالتيار ولا بالسياسة، وقد أثبت حينها أن الجهاز متبلٍّ عليهم بقيود أمنية مفتعلة! وللعلم يا أخ عادل ان التيار ليس لديه من البدون المنتمين إلا قلة قليلة، اثنان دكاترة، وواحد طبيب جراح غادر إلى كندا وآخر محلل مالي غادر إلى بريطانيا، وكلهم من مواليد الكويت وآباؤهم شاركوا في حرب تحرير الكويت! هؤلاء هم من أسميتهم «صبية التيار»!
ثم يكمل الأخ الزواوي أسلوبه في تشويه التاريخ والافتراء على خصومه، عندما يتهمني بأنني ترعرعت في سراديب الأحزاب السرية (!!)، يا رجل إذا كنت لا تعرف تاريخ خصومك ونشأتهم فلا تحرج نفسك معهم ولا تفترِ عليهم! فنشأتنا يعرفها أهل الكويت ويعرفون تاريخنا منذ صباح الأول إلى اليوم، ويعرفون مبارك الدويلة عندما كان طالباً في أميركا مطلع السبعينات ومؤسساً لرابطة الشباب المسلم الكويتي، ثم نائباً في البرلمان بالثمانينيات والتسعينيات، قد يكون غيري خرج فجأة فإذا به يملك جريدة سياسية! ومن دون سابق إنذار يرشح بالتسعينيات 1992، 1996، ويسقط لظهوره المفاجئ!
يقول صاحبنا في افتراء جديد «ها أنت تعترف بأن ثلث سكان الكويت من المزورين»! وطبعاً أنا لم أقل ذلك أبداً في مقالتي، ولا أعرف سبباً لهذا الاتهام إلا استمراء تزوير الحقيقة!
ثم يأتي بعد أن عجز عن ذكر الكلام الطيب لينقلنا إلى موضوع خيمة القذافي، وهو موضوع استخباراتي بالدرجة الأولى أرادوا منه إحراج الكويت مع شقيقاتها، لكن ولله الفضل والمنة جاء القضاء النزيه بدرجاته الثلاث ليبرئني من كل التهم الباطلة، وما كنت أتمنى أن تنزل إلى هذا الأسلوب يا بومحمد، أخي الكريم ردك كله بنيته على معلومة باطلة، وهي أنني أدافع عن المزورين، حتى إنك أحرجت زملاءك في المجموعة عندما استكتبتهم واستنطقتهم ليعيبوا عليّ ما لم أقله! بل إنني أثنيت على حكم التمييز الذي صدر ضد المزور، لكن ما أفعل بك إذا حرمك الله فهم الكلام ومراده؟
مجموعة الثمانين كما تسميها فيها إخوة أفاضل يجتهدون منذ زمن لعمل شيء يخدم وطنهم، لكن ليس كل مجتهد مصيباً! إذا عجزتم بعد كل هذا الوقت من العمل عن خدمة وطنكم بسبب أسلوبكم أو منهجكم أو أفكاركم، فليس عيباً أن تعيدوا النظر في طريقتكم، فقد تدمّرون الكويت من حيث لا تعلمون، وقد تقطعون نسيجها الاجتماعي من حيث لا تشعرون، وقديماً قيل «ومن الحب ما قتل».
تعليقات