‫وليد الغانم: العمل الدبلوماسي جاذب للشباب الكويتيين ونحن نطالب دوماً بتكويت كل الوظائف في السفارات الكويتية بما فيها الإدارية والفنية تحفيزاً لأبناء الوطن وحماية لخصوصيات وأسرار المكان وقيمته‬

زاوية الكتاب

كتب وليد الغانم 1089 مشاهدات 0


نفذت الحكومة الكويتية العام الماضي ٢٠٢٠ أكبر عملية إجلاء لمواطنيها مع بداية جائحة كورونا، وأعادت قرابة ٣٠ ألف مواطن في القارات حول العالم الى بلادهم ضمن خطة منظمة وعمل دؤوب لم يوازه عمل من بعد إعادة المواطنين إلى الكويت سنة تحريرها من غزو العراق ١٩٩١.

خطة عملية العودة الشاملة لإجلاء المواطنين الكويتيين تمت خلال 185 رحلة طيران من 58 جهة ومطاراً دولياً أشرف عليها جنود مجهولون في مختلف مؤسسات الدولة وعلى رأسهم العاملون في السفارات ومجال الطيران ووزارة الصحة، ليكتبوا في تلك الأيام بطولة وطنية حقيقية ومشرفة سنذكرها دوماً بالفخر والاعتزاز لما دلت عليه من قيمة المواطن الكويتي وإخلاص أبناء الوطن في عملهم.

من المؤسف، والدولة بصدد صرف مكافآت الصفوف الأولى هذه الأيام، أن يتم تجاهل تكريم العاملين في سفارات الكويت أثناء عمليات الإجلاء الكبرى، فإذا كنا شاهدنا في البلاد جهود الطيران المدني والخطوط الكويتية والأمن والصحة آنذاك، فإن نجاح هذا العمل الضخم والاستثنائي لم يكن لينجح لولا الجهود العظيمة والمتواصلة للدبلوماسيين في الخارج بمختلف وظائفهم خصوصا في الدول الواسعة أو التي يوجد فيها جالية كبيرة من المواطنين أو التي كانت في ظروف صعبة جداً بسبب إجراءات الجائحة عندهم، ولا شك أن أبناء الكويت من العاملين في السفارات قد بذلوا جهوداً مضنية، وواصلوا الليل بالنهار لإنجاح هذه العملية الوطنية الضخمة، وأظن أن عدم شمولهم بالتكريم لهو بخس لحقوقهم وتقليل من جهودهم الكبيرة في تلك الأيام، فإن كان ديوان الخدمة المدنية يرى عدم شمولهم بهذه المكافأة فإن دور وزارة الخارجية أن تسعى إلى تكريمهم بالصورة المناسبة اسوة بمن شارك في العمل داخل الكويت في الفترة نفسها التي شملت الحظر الكلي.

أعتقد أن العمل الدبلوماسي جاذب للشباب الكويتيين ونحن نطالب دوماً بتكويت كل الوظائف في السفارات الكويتية بما فيها الإدارية والفنية تحفيزاً لأبناء الوطن وحماية لخصوصيات وأسرار المكان وقيمته، لكن ما نسمعه من التغييرات في حقوق العاملين هناك مثل إلغاء بدل تذاكر السفر وإيقاف التأمين الصحي وخدمات التعليم الخاص لأبناء الدبلوماسيين وحتى مصروفات التنقل المحلي في مقار عملهم، كلها خطوات تثقل كاهلهم وتصرف الأنظار والحماس عن الالتحاق بتلك الوظائف، وقد تفقد وزارة الخارجية الكفاءات التي دربتها وصقلتها وجهزتها لتمثيل الوطن، وهذه الخسارة الحقيقية التي لا تقدر بمال ولا يعوضها ثمن، فنداؤنا إلى وزارة الخارجية: لا تبخسوا حق إخوانكم في الخارج، والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك