حسن العيسى: ‫أي رسالة تعيسة أرادت أجهزة الأمن إيصالها للناس؟ وأي خطوط حمراء هي عمياء في حقيقتها ابتغت السلطة إفهام البشر عنها؟‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 1021 مشاهدات 0


الشاعر الحر يحلق بخياله بأجنحة كلمات الحرية، ولا يجري هارباً بجسده، والعنتريات الاستعراضية دعوها للأفلام البوليسية وليس لواقعنا المر في قضايا حرية الرأي والتعبير.

الطريقة التي تم بها القبض على الشاعر جمال الساير من الأجهزة الأمنية خلت من أبسط أصول المعايير القانونية "الدولية"، أي تلك المعايير المعترف بها بدول احترام الإجراءات القانونية المدنية، وليس لنا أن نحتج بقوانيننا الخاصة ولا حتى بدستورنا متى كانت نصوص تلك القوانين أدنى مرتبة من الحد الأدنى لتلك المعايير، مبدأ الإجراء الواجب due process لم يعد قاصراً على الدولة الأميركية والدول الأوروبية، فقد أضحى اليوم من مبادئ القوانين الدولية، لا يختلف في مضمونه عن بقية القواعد القانونية الدولية الخاصة بالسيادة، التي استندت إليها الدول التي حررت الكويت.

ما معنى أن يحاصر بيت جمال الساير ويقبض عليه، من قوات مدججة بالسلاح، وكأنه مجرم خطير وليس مجرد مواطن أبدى رأياً معيناً يتفق مع قناعاته في مبدأ حرية الرأي والتعبير المفقودة في قوانين الدولة، بعد أن تم استتباع مجلس الأمة للسلطة عبر المال السياسي في السنوات الأخيرة.

أي رسالة تعيسة أرادت أجهزة الأمن إيصالها للناس؟ وأي خطوط حمراء هي عمياء في حقيقتها ابتغت السلطة إفهام البشر عنها؟ هل تحذرنا هذه الأجهزة بأنها في مثل تلك القضايا لا تعرف كبيراً أو صغيراً، ولا تتهاون في مثل تلك الاتهامات؟! هل قصدوا ترويع الناس وتخويفهم حين يتعلق الأمر بتلك الاتهامات خاصة، وكأن المتهم ارتكب جناية خطيرة هزت أمن الوطن، ولم يكن غير إنسان بسيط عبر عن نفسه بكلمات وليس بمتفجرات؟ ماذا كان يضير الجهات الأمنية لو أنها استدعت جمال بالتلفون أو إبلاغه شفوياً بناء على طلب النيابة، ولم تتم مصادرة حرية أي إنسان حين يتكلم بالأحرف ناصحاً وداعياً لوطنه ومستقبله؟! 

بلد الإنسانية هو بلد القانون والإجراء الواجب اتباعه، والمعيار هو المبادئ التي أقرتها الاتفاقيات الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وليس قوانيننا الخاصة، فهذه لا يجوز أن يعتد بها لا هنا ولا في أي مكان تحترم فيه البشرية نفسها.

ملاحظة: بناء مستشفى باسم المرحوم خالد الصقر في بلدة تعز اليمنية، هو العمل الخيري الجاد لفاعل الخير في بلد فقير هو في أشد الحاجة لهذا العمل، شكراً لفاعل الخير حين ترفّع عن الاستعراضات الخيرية الدعائية كما يحدث كثيراً هنا.

تعليقات

اكتب تعليقك