‫عبدالعزيز الفضلي: يشهد عالمنا العربي والإسلامي هجمة شرسة على معتقداته وشريعته وقِيَمه وأخلاقه وعلمائه ودعاته تتصدرها الدعوات إلى الإلحاد وتنحية الشريعة وإباحة الشذوذ!‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 799 مشاهدات 0


يشهد عالمنا العربي والإسلامي هجمة شرسة على معتقداته وشريعته وقِيَمه وأخلاقه وعلمائه ودعاته، تتصدرها الدعوات إلى الإلحاد وتنحية الشريعة، وإباحة الشذوذ!

حملات تدعو إلى إغلاق حلقات القرآن والدروس العلمية، وفتح الخمّارات ودور بيع اللحم الرخيص!

حملات تعمل على تشويه المؤسسات الخيرية والدعوية، والتحريض على الجماعات الإسلامية المعتدلة، والتضييق على العلماء والدعاة والمصلحين.

تقود هذه الحملات منظمات عالمية، تدعمها دول غربية، ويساندها بعض الأتباع من المنتسبين لبلادنا العربية والإسلامية!

تهدف إلى هدم العقيدة والقيم والأخلاق في نفوس المسلمين، لتؤدي إلى نشر الفواحش والجرائم، والتفرق والنزاعات بين أفراد المجتمعات العربية والإسلامية.

ومن هنا، وجب أن تكون هناك وقفة جادة في وجه هذه الدعوات الهدامة، يقودها العلماء والدعاة والمصلحون.

فهم القاعدة الصلبة والدرع الحصينة - بعد الله تعالى - الذي تحتمي به الأمة في حفظ عقيدتها وشريعتها وقيمها وأخلاقها.

لما يملكونه من علم شرعي، وحس دعوي، وفهم عميق، واتصال وثيق بالله تعالى، وللتكوين الإيماني والنفسي الذي يجعلهم على استعداد للتضحية - من أجل أوطانهم وأمتهم - بأنفسهم وأموالهم ومصالحهم وأوقاتهم.

إن من واجب الدول العربية والإسلامية دعم هؤلاء المصلحين ومساندتهم وإعانتهم والوقوف معهم وتسهيل مهامهم، وتسخير الإمكانات لهم، ليتمكنوا من إكمال رسالتهم، والتي في النهاية ستخدم مصالح أوطانهم.

في غزوة أحد اختار النبي عليه الصلاة والسلام مجموعة من أمهر الرماة، وجعلهم ينتشرون على جبل قريب من ساحة المعركة، وطلب منهم حماية ظهر المسلمين، وعدم النزول من الجبل سواء انتصر المسلمون أم انهزموا.

وابتدأت المعركة وظهرت معها معالم انتصار المسلمين، وولّى جيش المشركين الأدبار، فظن الرّماة أن المعركة انتهت، فخالفوا أمر نبيهم وتركوا مهمتهم، فنزلوا عن الجبل وأخذوا في جمع الغنائم، مما أدى إلى انكشاف ظهر المسلمين!

فاستدار خيّالة جيش المشركين من خلف المسلمين، فوقعت الكارثة وانهزم المسلمون!

ونقول للعلماء والدعاة إياكم أن تتركوا جبل الرّماة، ولا تتخلّوا عن رسالتكم ومهمّتكم مهما واجهتكم الصعاب أو لاحت أمام ناظريكم المغريات، فإن قلوب الأمة تعقد الأمل فيكم وفي ثباتكم - بعد الله - في صد الهجمة الشرسة على عقيدة الأمة وقيمها وأخلاقها وحرماتها فلا تخذلوها.

تعليقات

اكتب تعليقك