داهم القحطاني: جريدة الآن في ذكراها ال 14 … معركة الدفاع عن حرية التعبير لا تزال مستمرة
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني يونيو 22, 2021, 6:51 م 673 مشاهدات 0
اليوم 22 يونيو 2021 تمر ذكرى 14 عامًا لصدور جريدة الإلكترونية ، وهي أول جريدة إلكترونية في الكويت ، ودول الخليج العربي .
ذات مساء في العام 2006 تلقيت اتصال من الأخ الكبير الكاتب المعروف زايد الزيد ودعاني فيه للقاء يضمه ، ويضم شريكه في شركة روافد الإعلامية وزير الإعلام السابق دكتور سعد بن طفله لبحث فكرة إصدار جريدة إلكترونية .
كنت قد تعرفت على الأخ زايد الزيد منتصف العام 2006 حين عملنا معًا في الملحق الانتخابي لجريدة الرأي العام ( الراي حاليا ) ، وكان ذلك قبيل انتخابات مجلس الأمة 1996 ، وبعد نحو أسبوعين من صدور جريدة الرأي العام تحت رئاسة الأستاذ جاسم بودي .
وكان الدكتور غانم النجار حينها المسؤول عن هذا الملحق الانتخابي ، وكان يساعده الأستاذ زايد الزيد ، والكاتب مظفر عبدالله العوضي ، وكان من المحررين المشاركين في الملحق الانتخابي ياسر الحبيب الصحافي الليبرالي الذي تحول لاحقا ليكون أحد رجال الدين الشيعة المتشددين والذي يقود حاليا من مقره في لندن حملات ضد دول دول مجلس التعاون ، وإيران وخامئني .
في الاجتماع عرض الزميل زايد الزيد ، و دكتور سعد بن طفله علي المشاركة في انشاء جريدة إلكترونية بعد أن أظهرت دراسة جدوى ارتفاع تكاليف إصدار جريدة مطبوعة .
الاجتماع عقد في مقر شركة روافد في منطقة الضجيج ، انتهى بموافقتي على هذه الدعوة خصوصا أنني حاولت إصدار جريدة إلكترونية لكنني لم أنجح بسبب ارتفاع تكاليف النشر الإلكتروني آنذاك .
كنت صاحب مقترح تسمية جريدة بهذا الاسم ، وكان الاسم المبدئي " جريدة الكويت الآن " ليتواءم مع فكرة النشر اللحظي قبل أن يتحول إلى جريدة الآن الإلكترونية .
أما اختيار العنوان الالكتروني فقد تم في ديوانية دكتور سعد بن طفله بمنطقة الجابرية حيث تشاركت مع دكتور سعد في البحث عن الاسم قبل الاستقرار على العنوان الحالي www.alaan.cc.
ومن الطرائف أننا خرجنا عن المألوف حيث جرت العادة البحث عن عناوين في أشهر نطاقات الانترنت وهي com - net- org ، لكننا قررنا اختيار نطاق cc لسهولة نطقه وكتابته ، وهو بالمناسبة نطاق رسمي لإحدى الجزر المستقلة في المحيط الهندي .
من أجل صدور جريدة كان لابد من أمرين أولهما أمر تقني يتعلق بما يعرف بالسيرفرات التقنية ، و بتقنيات تتيح التصفح الآمن السهل .
أما الأمر الآخر وهو الأهم فيتعلق بالمحتوى الذي ستقدمه جريدة الآن الإلكترونية ، وهو عمل صحافي بحت كان لابد أن يدمج العمل الصحافي المهني والابداعي مع متطلبات التصفح الإلكتروني ، وحاجة الناس لمواضيع سهلة وسريعة القراءة .
وكان لافتا أن ما خرج عن الاجتماعات التي ضمت الزميل زايد الزيد ، ودكتور سعد بن طفلة ، ومحدثكم من أقسام وأبواب حددت الشكل الذي سارت عليه لاحقا معظم الصحف الإلكترونية الكويتية والخليجية والعربية .
كنا صناع محتوى لم يكن له أي شبيه من قبل.
ولا تزال بعض هذه الأقسام تحظى بمتابعة حثيثة حيث لا تزال جريدة الآن تقدمها وبشكل يومي منذ 14 عاما ومنها قسم “ أبرز عناوين الصحف " حيث تقدم مختصر لأبرز عناوين الصحف المحلية .
جريدة الآن سوى في بداياتها أو عندما تولاها الزميل زايد الزيد منفردا منذ العام 2015 كانت المنصة الأهم لنشر الأخبار والمقالات من دون مراعاة لأي مصالح لشيوخ أو متنفذين أو تيارات سياسية حيث أتاحت المجال لنشر المقالات لأي كاتب ولم تشترط عليه أن يلتزم بخطوط عريضة كما كانت تفعل بعض الصحف ، لهذا وجدت شخصيا بعض كبار الكتاب في صحف عريقة يطلبون نشر مقالاتهم في جريدة الآن لأن الصدى أكبر ، وتفاعل القراء في باب التعليقات يساعد في انتشار المقالات .
كما شهدت شخصبا على حالات عدة لكتاب كبار في صحفهم يطلبون نشر مقالاتهم في قسم " منع من النشر " والذي خصصته جريدة الآن لنشر المقالات التي منعت من النشر في الصحافة التقليدية ويرغب كتابها في نشرها في جريدة الآن .
وكان لافتا أن جريدة الآن لم تقوم بذلك من أجل الشماتة في الصحف الأخرى بل كان الهدف رفع سقف حرية التعبير في الكويت ، ولهذا كان يُشار في مقدمة تعدها جريدة الآن بعبارة " حيث منعت المقالة حيث يكتب " من دون ذكر اسم الجريدة التي يكتب فيها الكاتب .
ونشر المقالات تم حتى بالنسبة للمقالات التي تهاجم ملاك جريدة وتنتقدهم ، والتي أيضا تنتقد المعارضة الكويتية ونوابها حيث لم يمنع ذلك تركيز المعارضة تيارات ، ونواب على النشر في جريدة ولم يعطهم أي حصانة .
رفع السقف هذا كلف ملاك جريدة الآن الكثير من الغرامات المالية حيث تم رفع قضايا عدة من مسؤولين وشخصيات عامة ضد كتاب سمحت جريدة الآن بنشر مقالاتهم ، وللأسف شملت الشكوى جريدة الآن وملاكها بصفاتهم الشخصية حيث لم يكن قانون الإعلام الإلكتروني قد صدر بعد .
شخصيا شاركت في تأسيس جريدة الآن لكنني لم أستمر بسبب ارتباطي بصحف أخرى لكنني عدت مجددا للاشراف عليها وتطويرها منذ العام 2018 .
وخلال ذلك كنت أنشر مقالاتي فيها تزامنا مع النشر في مدونتي الخاصة .
كما كنت أنقل من خلال جريدة الآن بعض الندوات التي أحضرها بصفتي الشخصية وأرى أنه من المفيد نشرها .
ومن تلك الندوات ندوة شهيرة لأستاذ العلوم السياسية الكاتب دكتور عبدالله النفيسي عقدت العام 2009 في ديوان المرحوم الكاتب سعد المعطش ، حيث قمت بنقل الندوة كاملة ونشرتها في جريدة الآن ، وقامت جريدة القبس بنقلها عن الآنسان بعد أن وجد النشر في جريدة الآن صدى واسع بسبب عدم نشر قناة الجزيرة القطرية لأجزاء مهمة من الندوة .
وأتذكر أنني نقلت عن النفيسي تعليق سريع انتقد فيها المرحوم سيد باقر المهري بشكل غير لائق ، وحين التقاني النفيسي في حفل العشاء الذي أقامه النائب السابق مسلم البراك في ديوان البراك بمناسبة إطلاق سراح الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم قال أنه لا يتذكر أنه قال تلك العبارة أو ربما قالها على العشاء وليس في الندوة فقلت له حينها بأنني صحافي مهني ولا يمكن أن أنقل ما يدور من أحاديث شخصية بل الترم بالنقل المهني .
الزميل الكاتب زايد الزيد قدمت تضحيات كبيرة من خلال جريدة الآن حيث نتج عن دعمه للحريات العامة ولرفع سقف حرية التعبير تعرضه لاعتداء بالضرب من قبل مجهول لم تبذل وزارة الداخلية أي جهد ملموس للقبض عليه حيث اضطر الزيد بعد حفظ القضية إلى مخاطبة سمو أمير البلاد .
كما تعرض زايد الزيد إلى السجن بعد عودته من السفر لحضور جنازة والده - رحمه الله - حيث قبض عليه في المطار ولم يسمح له بحضور مراسم الدفن والعزاء .
وبالمناسبة القضية رفعت من عضوٍ التحالف الوطني الديمقراطي النائب والوزير السابق عبدالمحسن المدعج ، ومثلت القضية في لبها أعنف محاولة لتقييد القوى الناشئة في عالم السياسة والإعلام في الكويت واللذين مثلاهما الزميل زايد الزيد ، وجريدة الآن الإلكترونية .
وفي قضية رفعها الوزير السابق وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت السابق أنس الصالح ضد الزميل زايد الزيد ودكتور سعد بن طفلة تم اقتياد بن طفله من المطار وهو متوجها مع أسرته للعمرة إلى السجن لتنفيذ حكم صدر ضده بالسجن لأسبوع وضد زايد الزيد قبل أن يُحكما بالبراءة في درجة التمييز .
التضحيات لا تتوقف ، والذكريات عديدة ، وربما سُتكتب في مناسبات لاحقة .
جريدة لا تزال تصدر منذ 14 عامًا رغم كل الضغوط التي حرمتها من الإعلانات من جهات حكومية وغير حكومية ظنًا أن ذلك سيؤدي إلى توقفها ، وهذا لم يحصل ولله الحمد بسبب الدعم المتواصل الذي يقدمه ناشر جريدة الكاتب زايد الزيد في سبيل دعم حرية الرأي ، والحفاظ على الحق في التعبير من دون ضغوط أصحاب المصالح .
كما نعتذر للقراء الأعزاء عن أي تراجع في حجم التغطيات الصحافية فالعمل الصحافي مكلف بطبيعته ، وطاقم جريدة يبذل قصارى جهده لتقديم خدمات صحافية متميزة .
وفي هذا الصدد تم تجديد شكل جريدة مطلع العام 2019 لتكون سهلة التصفح ، ولتستمر بالحفاظ على أرشيفها منذ العام 2007 ليكون أحد مصادر الأخبار والأحداث عن تلك المرحلة ، والتي تضمنت تغييرات هائلة في المشهدين السياسي والاجتماعي في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي .
كما تم إصدار تطبيق خاص في جريدة في متجري أبل ، وقوقل لتوفير أحدث التقنيات التي تكسب مزيدا من القراء ، كما يتواصل حساب جريدة الموثق ليكون أحد أهم المصادر الإخبارية في الكويت ، حيث يحظى بمتابعة أكثر من 330 ألف متابع فعلي من بينهم سياسيون ووزراء ونواب وأكاديميون وكتاب وفنانون ورياضيون وشخصيات عامة من داخل وخارج دولة الكويت .
يتبقى أن نقدم الشكر لقراء جريدة المخلصين الذين واكبوا هذه المسيرة اللذيذة والمتعبة ، وعاشوا معنا الآلام والسعادة .
والشكر كذلك لكل من عمل في جريدة ومنهم مدراء التحرير الزميل أحمد البراك ، والزميل أحمد سالم .
ونتمنى أن يتواصل عطاء الآن لنحتفل معا باستمرار هذا المشروع الصحافي والثقافي والفكري المهم .
اللهم آمين .
تعليقات