‫علي البغلي: عودة الامتحانات الورقية في لجان الامتحان هي عودة للصواب في مجتمعنا الذي حاد عن الصواب في أكثر من مجال حتى كدنا أن نغرق في الفساد أينما نولي وجوهنا‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 581 مشاهدات 0


تعليمنا كأحوالنا هبط للغاية، وبعد أن كنا في مقدمة الصفوف في التعليم أصبحنا في مؤخرتها، حتى بين الدول الخليجية. وأتذكر تعليمنا عندما كنا في صفوف المدارس وكانت صفوفنا تحوي كل جنسيات العالم العربي من الجزائر مرورا بالمغرب وتونس ودول الخليج العربية، ولا أزال أتذكر صفوفنا في ثانوية الشويخ أواخر الستينيات من القرن الماضي، التي كانت تحوي اخواننا المغاربة والخليجيين الذين تبوأوا مراكز عليا في بلدانهم عندما كبروا. 

وقد قابلت العديد منهم في فرنسا عندما كنت أدرس اللغة الفرنسية والحقوق في مدارسها وكلياتها.. الان بعد أن سلمت حكوماتنا الرشيدة معظم مقاليد التعليم للمتخلفين وللقوى الاصولية من اخوان وسلف، جر هؤلاء تعليمنا للقاع، ومثلما جروا مجتمعنا بما فيه من ثقافة وفنون للأسفل.. 

حسدت لا شعوريا اخواننا في المملكة العربية السعودية الشقيقة للمستوى الثقافي والفني الذي وصلوا اليه مؤخرا بفضل شجاعة متولي الأمور فيها بقيادة صاحب السمو الملكي الامير الشاب محمد بن سلمان، الذي حارب الفساد بمعنى الكلمة في بلده كما رأينا، غير آبه بصلة القرابة والنفوذ للفاسدين، كما قاد المملكة ثقافيا وفنيا لأعلى عليين، ولم نسمع من المتشددين والمتزمتين كلمة اعتراض واحدة على ذلك.. متمنين أن تصل عدوى هذه القرارات الشجاعة لنا بالسريع العاجل، ونحن متأكدون أن متزمتي الشوارع والجوامع ومجلس شارع الخليج العربي سيبلعون ألسنتهم اذا ما حمرت العين عليهم. 

*** 

نرجع للقرار الشجاع الذي أصدرته وزارة التربية، والذي أصرت فيه على اجراء الاختبارات بالنظام الورقي، كما تعودنا والعالم أجمع. وقد أصبنا بالحيرة والذهول، لان جائحة كورنا وقرارات وزير صحتنا الشيخ الشاب تسببت في اجراء الاختبارات عن بعد، أي أن الطلاب يتم اختبارهم من منازلهم، وهذه بنظري تتساوى مع مشتري الشهادات العليا من الدكاكين الجامعية في العالم العربي والغربي. فكيف امتحن طالبا وهو في المنزل، وكيف أضمن أن والديه او اخوته الكبار أو أساتذة الدروس الخصوصية – وما أكثرهم وأوسع ذمم بعضهم – لا يسربون له الاجابات عن أسئلة الامتحان؟! 

لذلك ان عودة الامتحانات الورقية في لجان الامتحان هي عودة للصواب في مجتمعنا، الذي حاد عن الصواب في أكثر من مجال، حتى كدنا أن نغرق في الفساد أينما نولي وجوهنا.. لكن أن نزرع في أجيالنا القادمة أسس الفساد هذه، فهذا الأمر أشد خطرا يهدد بلدنا حاضرا ومستقبلاً. 

لذا فنحن من المؤيدين لخطوة وزارة التربية الجديدة الجادة، بالرغم من الاصوات النشاز التي تعارضها، وعلى رأسها اصوات بعض أعضاء مجلس أمتنا الحالي المخجل.. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك