داهم القحطاني: التحدي الأكبر الذي يواجه إستراتيجية وزارة الإعلام أن تكون بالفعل إستراتيجية يتبناها الجميع في الوزارة وخارجها وألا تكون فقط مرتبطة بحماس الوزير الحالي فتندثر
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مايو 26, 2021, 10:47 م 637 مشاهدات 0
أطلقت وزارة الإعلام الكويتية إستراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة 2021ـــ2026، بعد فترة من الاستعداد والتحضير شملت مئات ورش العمل التي عقدت من أجل الوصول إلى هذه الإستراتيجية الطموحة جدًا، والتي قدمها وزير الإعلامعبدالرحمن المطيري، بتميز ما يبين متابعته الشخصية لتفاصيلها.
هذه الإستراتيجية تضمنت خططاً متعددة لتحقيق أهداف عدة تضمن حال تنفيذها تميز الإعلام الكويتي وريادته.
الإستراتيجية طموحة جداً لكنها بنيت على أسس واقعية يمكن تطبيقها خلال سنوات التنفيذ، إن تم إسناد ذلك لمن لديه القدرة والشغف من الشباب والشابات الكويتيين، وأيضًا إن تم دعمها بالموارد المالية الكافية.
من أبرز ما جاء في الإستراتيجية الإعلان عن إنشاء مدينة إعلامية كويتية لكي توفر التسهيلات والتقنيات كافة التي من شأنها إعادة وضع الكويت على خريطة الإعلام العربي.
ولكن، وبصراحة،الكويت حكومة ومؤسسات ومؤسسات مجتمع مدني متشبعة بالخطط الإستراتيجية التي تصاغ بمفردات مفخمة، وبعبارات رنانة، وبرسوم جذابة، لكن ما يهم ليس القدرة على صياغة الخطط الإستراتيجية، بل القدرة على تنفيذ مشاريع تنفيذية عدة تحقق أهدافًا وطنية، وتنموية، واجتماعية، واقتصادية.
مثال على تلك المشاريع:
هناك حاجة لأن يكون الإعلام الرسمي (تلفزيون الكويت وإذاعة الكويت) مصدراً رئيسياً للأخبار كافة بهدف تقليل الإشاعات، ومنع الأخبار المضللة.
هذا الهدف يمكن تنفيذه عبر إنشاء القناة الإخبارية الكويتية، التي يمكن أن تدمج من ضمنها قنوات حالية كقناة العربي.
هل نحتاج إلى استراتيجية مطولة لكي نحقق هذا الهدف البسيط والواضح، الذي سبقتنا إليه حتى الدول التي سبقناها بإنشاء التلفزيون؟!
مثال آخر:
مواجهة التيارات التغريبية، ومخاطر شبكات التواصل الاجتماعي، وسلبيات ألعاب الفيديو تتطلب تعزيز الهوية الثقافية الكويتية والعربية والإسلامية، ويمكن تنفيذ ذلك عبر مشاريع إعلامية وتثقيفية وسياحية شاملة كلها تُعنى بتعزيز هويتنا الشرقية المحافظة على الجذور، والمنطلقة بقوة نحو المستقبل بكل ما فيه من تطور.
التحدي الأكبر الذي يواجه إستراتيجية وزارة الإعلام أن تكون بالفعل إستراتيجية يتبناها الجميع في الوزارة وخارجها، وألا تكون فقط مرتبطة بحماس الوزير الحالي فتندثر إذا ما غاب كما هو الحال بخطط استراتيجية طموحة ومنها رؤية كويت 2035 التي خفت الحديث عنها بعد وفاة عرابها الشيخ ناصر صباح الأحمد.
التحدي الآخر الذي يواجه هذه الاستراتيجية يتمثل في الجهة التي يفترض أن تتولى الإشراف على تنفيذ الاستراتيجية، فهل سيكون ذلك عبر مجلس أعلى يضم مستقلين من المختصين لضمان الشفافية، أم ستسند إلى مسؤولي الوزارة والجهات التابعة لها والذين أتى بعضهم للمنصب بالباراشوت وسيكونون بطبيعة الحال من عوائق التنفيذ؟
التحدي الثالث الذي يواجه تنفيذ هذه الإستراتيجية الطموحة توافر شبكة مصالح مستفيدة ماليًا من عدم توافر خطة إستراتيجية، ولهذا ستعمل هذه الشبكة بالتأكيد على إفشال أي توجه إصلاحي، وهو ما يؤكد أن أي إصلاح حقيقي لا يتزامن مع تطهير جذري حتما سيواجه بالفشل الذريع. الأمر يحتاج إلى قلب شجاع وصبور.
نقول للجيل الشاب في وزارة الإعلام وعلى رأسهم الوزير عبدالرحمن المطيري احذروا من الحرس القديم، ومن الأفاعي الناعمة التي تلدغ من خارج الوزارة، من الذين يتجمعون دوما على "الدسم".
خوضوا التحدي متسلحين بحبكم للبلد، ومن يرد ألا يكون جزءًا من الحل فلا تعطوه أي فرصة لأن يكون جزءًا من العرقلة.
تعليقات