حسن العيسى: من يقرأ تاريخ الأمم ويتأمل حال دول في مثل ظرفه جغرافياً يفترض أن يتعلم القليل كي يجنّب وطنه السقوط في الهاوية
زاوية الكتابكتب حسن العيسى مايو 26, 2021, 10:43 م 592 مشاهدات 0
إدارة دولة أم روضة أطفال! الحكومة رفضت حضور جلسة الثلاثاء، فبعض النواب احتلوا كراسي الوزراء، وكانت "زلقة بطيحة"، فهي أساساً لا تريد الحضور طالما هناك استجوابات لرئيس الوزراء وعدد من الوزراء تلفّ حول رقبة الحكومة، وأيضاً بالنسبة للنواب المعترضين على دولة الحكومة الذين جلسوا على كراسي الحكومة لم يكن هناك داع لتوفير الفرصة لهذه السلطة المتعالية أن تتمنّع عن حضور الجلسة.
من يتابع عمل الحكومة ورئيسها المحصّن من المساءلة لفترة غير جائزة، يقول إنه ليس هناك قضايا في الدولة، ولا يوجد عجز مالي رهيب تغرق فيه الدولة يوماً بعد يوم، ولا يشاهد ما يحدث في سلطنة عمان اليوم من تظاهرات يبحث فيها الشباب عن عمل، رغم أن السلطنة لها كل العذر في ظروف محنتها الاقتصادية، فهي لا تنتج نفطاً بحجم بقية دول المنطقة، وشبابها هناك أو في مملكة البحرين لا يترفّعون عن أي عمل شريف يرتزقون منه لقمة عيشهم، ومع ذلك نراهم يدفعون ثمن البطالة في ظروف هذا الكساد النفطي.
هل هناك من طالَع، ولو بنظرة سريعة، ما نشرته جريدة الراي قبل يومين عن حوارات اقتصادية مع عدد من المهتمين، مثلاً 75 في المئة يرون محاربة الفساد أهم الأولويات، وإجابات أخرى حول التركيبة الحالية للمجلس والحكومة لا تسمح بتحقيق أي إصلاح، هي لا تنفع لغير نومة القيلولة بعد وجبة دسمة؟.
أخطر ما جاء في إجابات المهتمين أن خمسين في المئة منهم يرون أن الدولة مقبلة على الإفلاس طالما استمرت إدارة "روضة هيا بنا نلعب" تقرر أمور الدولة.
من يقرأ تاريخ الأمم ويتأمل حال دول في مثل ظرفه جغرافياً، يفترض أن يتعلم القليل كي يجنّب وطنه السقوط في الهاوية.
جماعة "الله لا يغير علينا" في السلطة الحاكمة وحتى عند الكثير من شعب الرواتب والكفالات لا يقرأون ولا يستوعبون أمراً، فالكل يعاني سرطاناً اسمه "الحكومة أبخص"، رغم كل تاريخ الفشل الأبدي الذي رافقها منذ بداية عصر الثروة.
آسف، لكن أنتم يا أهل السلطة، لا تصلحون لإدارة روضة أطفال فقط، حتى إدارة بقالة على زاوية شارع قديم لا تعرفون كيف تسيّرون أمورها، في يوم قريب ستسقط ورقة التوت النفطي، ماذا ستفعلون عندها؟ ندري أنكم لن تكونوا هنا، لكن ما مصير أبنائنا وبناتنا عندها؟!
تعليقات