سالم الناشي :حادث الجهراء قضاء الله وقدره

زاوية الكتاب

كتب 516 مشاهدات 0


فلنتجاوز الحريق إلى تخطيط أفضل ما حدث في مستشفى الجهراء هو من قضاء الله وقدره، فلابد ان نرضى به ولا نتسخط أو نجزع.. فالله يقدر على عباده ما يشاء وكيف يشاء فإن هم رضوا فلهم الرضا وان هم سخطوا فلهم السخط. ولكن لا يعني الرضا بقضاء الله عدم معرفة الاسباب، وإجراء التحقيقات الفنية اللازمة للوقوف عليها ومن ثم تلافيها ومحاسبة المتسبب ان كانت هناك أخطاء. ويجب النظر أولا في تصميم المستشفيات وغيرها من المباني هل هي مطابقة للمواصفات العالمية أم لا؟ وهل هناك مخارج وأنظمة طوارئ ومرشات كافية للعمل في الازمات؟ وايضا التأكيد على عدم اضافة مبان داخلية أو خارجية إلا وفق انظمة السلامة العامة وطبقا للمواصفات العامة. ومن ذلك انه يجب وفي جداول دورية مراقبة عمل أنظمة السلامة والحريق والتأكد من فعاليتها وسلامتها وفحص المعدات واستبدال التألف منها.. مع العمل على إجراء الاخلاءات الوهمية والتدريب على أنظمة السلامة المعمول بها في الاماكن العامة لذلك يجب ان تتعاون الجهات المسؤولة كالدفاع المدني ووزارة الصحة والداخلية والإطفاء وإدارة الطوارئ الطبية لضمان تطبيق كافة الاجراءات والاصرار عليها. ويجب تدريب العاملين في المؤسسات العامة وبالاخص في الاماكن المهمة كالمستشفيات على كيفية التعامل مع الأزمات والحرائق وحالات الطوارئ، فقد ذكر ان الهيئة التمريضية لو تعاملت مع الحريق من بداياته لما ترتب عليه هذه النتائج الكارثية. ويجب ان يكون نظام الترقي الوظيفي مرتبطا بدخول دورات الاسعافات الأولية ومكافحة الحرائق البسيطة. وعلى الرغم من فداحة الحادثة فإن وصول رجال الاطفاء في 9 دقائق انجاز طيب يشكرون عليه وكذلك سيطرتهم على الحريق في 23 دقيقة يعتبر ايضا انجازا يسجل للإطفاء. وايضا وجود سمو رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس الامة والوزراء والنواب وكبار رجالات الإطفاء والشرطة والصحة يشيع جو التكاتف وتحمل المسؤولية الذي يجب ان يتحلى به الجميع في مثل هذه الأزمات والظروف الإنسانية. أسأل الله الرحمة والمغفرة للمتوفين جراء الحادثة وان يلهم اهليهم الصبر والسلوان وأن يمن الله بالشفاء على المرضى.. وان نتجاوز هذه المحنة، ونكون أكثر تلاحما، واصلب عودا، واكثر تصميما على تفادي هذه الازمات والتخطيط لها بشكل علمي ومدروس. سالم الناشي
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك