علي البغلي: «الرشيدة».. وعدم مساواتها بين خلق الله

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 992 مشاهدات 0


ديننا الإسلامي الحنيف وباقي الأديان والقوانين والدساتير، وعلى رأسها الدستور الكويتي، نصت على المساواة بين البشر هذا المسلك المتحضر، وبالتالي يجب أن نساوي بادئ ذي بدء بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والقبلية والطائفية والمناطقية.. إلخ. فهذا ما نص عليه الدستور بنص واضح وصريح يراه الأعمى، الأمر الذي أكدته المادة الـ7 من الدستور بالنص على «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتراحم صلة وثقى بين المواطنين».. فالمساواة أمام القوانين وغيرها هي من أهم دعامات المجتمع. كما نصت المادة الـ8 على أن «الدولة تصون دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص بين المواطنين..»

وقد يجد المرء عذرا للمتخلفين من أفراد هذا المجتمع في عدم الأخذ بتلك الشعلات المضيئة، لكن الحكومة المنوط بها تنفيذ القوانين وعلى رأسها التزامها بالدستور ومواد مبادئه، نجدها أول المخلين بهذه المواد، فالتوظيف على سبيل المثال خصوصا في المراكز الحساسة نجده مقتصرا في أغلب الأحيان على فئات محددة، وتستبعد منه فئات أخرى غير مرضي عنها، قد يوظف منها محلل أو محللان أو ثلاثة محللين من بين مئة مقبول، وهناك جهات يعرفها الجميع تستبعد من لا يعتنق فكرها المتشدد الهدام لبنيان المجتمع.. 

*** 

هذا بخصوص الكويتيين القح، الذين تفرق بينهم بعض الجهات الحكومية الحساسة عند الالتحاق بها، حسب مبدأ الانتقائية وعدم المساواة.. لكن عدم المساواة الزاعق يقع على عاتق إخواننا في الإنسانية الوافدين، ما عدا فئات محددة ومعروفة تخشى الرشيدة ومفاتيح قراراتها الحكومة الأجنبية لهؤلاء المرضي عنهم، الذي يتسلمون مراكز استشارية عليا أكثر من حساسة، يُمنع حتى على الكويتيين تبوؤها!! 

*** 

نرجع للتمييز العنصري في معاملة الكويتي مقابل معاملة الأجنبي.. ولا أقصد هنا أن يتساوى الكويتي مع الأجنبي في الحقوق والواجبات، وهذا أمر معروف ومعمول به في كل دول العالم، ما سأتكلم عنه طلب مني كثير من أصدقائي الوافدين الكتابة عنه، وهو حبسهم في الكويت بموجب قرارات الشيخ الشاب باسل الصباح وزير الصحة، لشهور في الكويت حتى الآن بعيدين عن عوائلهم. وقد أخذوا اللقاحين منذ مدة، ويريدون الذهاب لبلدانهم للاجتماع بعوائلهم. أحدهم أخبرني أن أحد أبنائه رزقه الله بولد منذ سنة ويريد الالتقاء به لأنه أول أحفاده، ولكنه يعرف أنه إن ذهب إلى بلده فلن يتمكن من العودة لكويت قرارات باسل الصباح. وهو شخص لديه أعمال مهمة في الكويت يقوم بها لنفسه وللآخرين من أفراد وشركات كويتية وغيرها، ومن المفروض أن يعامل كالكويتيين، فلا يركب الطائرة إلا بعد الفحص، ويتم فحصه بالمطار من قبل الشركة التي عينتها وزارة صحة كويت – كوفيد، ويجلس في منزله لمدة أسبوع، فلماذا لا يتم التعامل مع إخواننا الوافدين الذين عرفناهم من عشرات السنين كما يتم التعامل مع الكويتيين. وهذا أحد أخطاء حكومتنا الرشيدة، المنصاعة لاقتراحات وزارة الصحة ومستشاريها.. التي ارتكبت عددا من الأخطاء، وآخرها قطع الرحم وعدم المساواة بين خلق الله في قوانينها وقراراتها المتضاربة التي ما أنزل الله بها من سلطان!! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك