حسن العيسى: ليس هناك طريق جديد للخروج من النفق السياسي الكويتي المظلم ودائرته المغلقة ولا يبقى هنا غير الحلم والأمل بتطور الوعي الشعبي بقضايا الأمة ومستقبلها المهدد بالضياع
زاوية الكتابكتب حسن العيسى مارس 31, 2021, 7:52 م 698 مشاهدات 0
لا يوجد طريق آخر للثلاثين نائباً المعارضين غير العودة إلى كراسي النيابة، والعمل على تكريس الرقابة على السلطة التنفيذية، أما مسألة التشريع وتصحيح الأوضاع المقلوبة في دولة "من سبق لبق"، وهو العمل الأصيل للبرلمان، فلن يكون هذا ممكناً طالما هناك المادة 80 من الدستور، التي تفرض عضوية الوزراء كنواب في المجلس، وطالما الحكومة هي السلطة الوحيدة "المشيخية" المستأثرة بالحكم وقوة المال من لحظة ولادة الدولة المستقلة وحتى اللحظة الحاضرة.
الملف الاقتصادي ومأزق الدولة الكبير فيه يفترض أن يكون أولوية نواب الأكثرية، المتصور أنهم لن يمكنهم فرملة عجلة الفساد في الإدارة السياسية للدولة إلا أنه باستطاعتهم أن يسلطوا الضوء عليها بالأسئلة البرلمانية والاستجوابات، كثير من تلك الأسئلة والاستجوابات لن تكون ذات معنى عند جماعة السلطة، وقد يكون من يقدمها يريد تسليط الضوء على "ذاته" وكسب شعبوية بائسة، فهو في النهاية في الجيب السلطوي، إلا أن هذا لا يمنع أن تقدم الأسئلة والاستجوابات الجادة، التي يمكن أن تكشف الحقيقة للناس الغارقين في همومهم اليومية، وفقدوا الأمل بأي بارقة إصلاحية يمكن أن تقدم عليها السلطة السياسية.
ملف الحريات وقوانين قمع الرأي، التي شرعت في السنوات الأخيرة، وكان ضحيتها الكثير من البشر الذين وجدوا أنفسهم خارج الوطن بسبب الملاحقات السياسية، يجب أن تكون أولوية لهؤلاء النواب، وهنا عليهم أن ينظروا للحرية على أنها غير قابلة للتجزئة، فلا يجوز الكلام عن الحريات السياسية وتناسي الحريات الاجتماعية والفردية.
في النهاية، ليس هناك طريق جديد للخروج من النفق السياسي الكويتي المظلم ودائرته المغلقة، ولا يبقى هنا غير الحلم والأمل بتطور الوعي الشعبي بقضايا الأمة ومستقبلها المهدد بالضياع، فليعملوا على تكريس هذا الوعي وإثارته حتى يستيقظ النائمون ويدركوا أن الأمة ليست رواتب ومخدة كبيرة يضعون عليها رؤوسهم غير مدركين لمستقبلهم ومستقبل الدولة، فهذه دولة وليست مزرعة خاصة للنافذين.
تعليقات