‫علي البغلي: الإصابات والوفيات زادت بشكل ملموس من يوم بصم مجلس وزرائنا على قرارات وزير صحته الشيخ الشاب وصمت نواب مجلس 5 ديسمبر 2020 عن ذلك القرار اللا رشيد‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 726 مشاهدات 0


ذهلت عندما أخبرتني إحدى السيدات المحترمات بأن تعليمات وزارة الصحة تمنع الجلوس في المجمعات والأسواق والمولات، فقد ذهبت السيدة لسوق شرق، وكانت تعاني من ألم في رجلها وتسير بمساعدة عصا حديدية، وتعبت من المشي لكنها لم تجد أي كرسي في المجمع، فذهبت إلى أحد المقاهي – المطاعم التي تقع على المرسى، فوجدته خالياً، فجلست لترتاح قليلاً لكن النادل أتاها وقال لها ممنوع الجلوس يا مدام، فذهبت فوراً لمنزلها مع السائق، وكانت تقصد ذلك السوق لشراء بعض احتياجاتها الشخصية والمنزلية! 

تستطرد السيدة بالقول إن إحدى معارفها سيدة من كبار السن ذهبت لأحد المولات، فتعبت من المشي ولم تجد أي كرسي في المجمع! لكنها وجدت نافورة تحيط بها بعض الأحجار المصقولة الكبيرة، فجلست على أحدها ليأتي لها حراس المجمع (سيكيورتي) ويخبروها بأن الجلوس ممنوع، مع أنها كانت جالسة وحدها ولم يحط بها أحد من قريب أو بعيد، فأخبروها أن هذه هي تعليمات وزارة الصحة!

*** 

هذه المهازل «المنعية» أخيراً، لم نتعوّد عليها في الكويت طوال أعمارنا، وقد ابتكرها وزير صحتنا الشيخ الشاب المتخصص بأمراض «أنف وأذن وحنجرة» خوفاً علينا من الإصابة بمرض كورونا، ولتقليل عدد الإصابات بين الكويتيين والوافدين ـ هذا بالإضافة إلى باقة منعية أو حظرية أخرى كانت من 5 مساء إلى 5 صباحاً، مددها بكرم حاتمي فيما بعد من 6 مساء إلى 5 صباحا! أضحت فيها شوارع الكويت ظهراً كبعض شوارع بومباي أو القاهرة المكتظة ليل نهار! 

لكن يحق لنا أن نتساءل فيما إذا استطاعت قوائم الحظر والمنع تقليل عدد الإصابات أم أن العكس صحيح، وبالتالي يجب العدول عنها أو تعديلها؟! والجواب نراه كل يوم في الصحف ووسائل الميديا أن الإصابات والوفيات زادت بشكل ملموس من يوم بصم مجلس وزرائنا على قرارات وزير صحته الشيخ الشاب؟!، وصمت نواب مجلس 5 ديسمبر 2020 عن ذلك القرار اللا رشيد، لتركيزهم على إعادة زميلهم النائب المبطلة عضويته إلى كرسي النيابة.. فهل هناك خيبة أمل في وزارتنا ومجلسنا النيابي أكثر من ذلك؟! هذا بالإضافة الى ما يحيط بنا من قصص فساد يشيب لهولها الولدان من دون أن يحرك أحد ساكناً لإيداع أبطالها وراء القضبان في هذي الكويت صل على النبي؟! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك