‫تركي العازمي: اعدلوا هو أقرب للتقوى... فأحبّتنا ينادون بالإصلاح بعد أن رأوا ملايين ومليارات طارت من المال العام وما رجع منها فلس إلا ما ندر‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 576 مشاهدات 0


قال تعالى: «ومَا كانَ ربُّك ليُهلِكَ القُرى بظلمٍ وأهلُها مُصلِحون»... ونفهم من هذه الآية الكريمة أنّ المطلوب الاستعانة به هو الفرد المُصلِح وليس الصّالح، لأن الصّالح صلاحه لنفسه.

يتحدّث البعض عن الإصلاح عبر كلمة حق أريد بها باطل، وكثير منهم يقولها بحُسن نية، لأنه صالح المعايير والخلق ويبحث عن الصّالح للبلد والعباد، وأخطر ما في الأمر هنا هو الحُكم على الناس: «هذا ما عنده سالفة، هذا فيه وفيه، هذا مرتشٍ، وهذا قال وقال، وهذا لا يصلح... إلخ»، فمن نصّبك قاضياً تحكم على الآخرين من دون معرفة وتحقّق من الأمر.

في الحديث الشريف عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: «القضاةُ ثلاثة: اثنان في النار، وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به، فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقضِ به، وجارَ في الحُكم، فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق، فقضى للناس على جهل، فهو في النار».

مسؤولاً كنت أم نائباً أم فرداً من عامة الشعب، لا تحكم على الناس من دون تحقّق ومعرفة، فسبب ما نشاهده من مفارقات وضيق لدى البعض ما هو إلا نتاج وشاية أو خبر مغلوط أو فهم عكس حقيقته.

جاء في الحديث القدسي العظيم، يقول الله عز وجل: «يا عبادي إنّي حرّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا...»، وهنا تكمن خطورة الظُلم بمختلف أشكاله.

ما بال قوم أوكلت إليهم مهام قيادية ويخونون الأمانة، و«تنتفخ حساباتهم من مال سُحت.. لهؤلاء نذكّرهم بالحديث الشريف عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال:« ما بالُ الرجل منكم نستعمله على أمر من الله فيقول: هذا لكم وهذا أهدى إليّ، ألا جلسَ في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر هل يُهدى إليه!»... وما نبحث عنه وننادي به هو العدل، من خلال تطبيق ما يطلق عليه «من أين لك هذا؟»... ترى العملية سهلة!

لا تتركوا الشريف من دون عقاب وتطبّقوا القانون فقط على الضعيف... إنها وربي كارثة، وهذا ليس بكلامي بل هو حديث مروي عن صفوة الخلق سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم-.

نخشى أن نهلك، فابن تيمية قال: «إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت مشركة، ويهلك الظالمة وإن كانت مؤمنة»!

يعني وحسب ما نراه، أن الموازين مختلة والمعايير مزدوجة، ومن يسرق مئات الملايين من المال العام تنتهي حالته بغرامة، بينما البسيط «كعب داير» من قضية إلى أخرى حتى لمجرد إبداء رأيه!

الزبدة:

اعدلوا هو أقرب للتقوى... فأحبّتنا ينادون بالإصلاح، بعد أن رأوا ملايين ومليارات طارت من المال العام وما رجع منها فلس إلا ما ندر، والعقوبة لم تطبّق بشكل يتناسب مع حجم الجريمة والظلم بُيّنت وقائعه.

عليكم بأهل الشرف وبس... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك