عبدالعزيز الكندري: الواسطة مرض في جسد الوطن يجب استئصاله وهي تفرق بين أبناء المجتمع الواحد لأنها تسرق أحلام المتفوقين والناجحين وهي سبب لانتشار الحقد والحسد
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الكندري فبراير 17, 2021, 11:42 م 819 مشاهدات 0
جائحة كورونا لا شك أنها كانت كاشفة للكثير من المشاكل والعيوب، التي كانت موجودة ولكنها مستورة، مثل التعيينات الباراشوتية فهو في العادة يأتي من باب الولاء والمحاصصة، وهو ليس بالضرورة يعرف تفاصيل المكان الذي يعمل به... ولكن هذه الجائحة - للأسف - كشفت المستور.
هناك العديد من شبان وبنات أهل الكويت من لديهم الكفاءة لتولي المناصب القيادية، وهم مجدون ومجتهدون في وظائفهم، فلماذا يتم تجاوزهم وتجاهلهم، وما هي نفسية الشخص الذي يعمل بجد واجتهاد، ثم يتم تجاهله وتعيين شخص أقل منه كفاءة في هذا المكان؟
ولنكن صُرحاء والقول إن من لديه نائب أو تيار سياسي أو قريب من مطبخ صنع القرارات، فهو أقرب إلى المنصب من صاحب الكفاءة المجد والمجتهد الذي ليس له صوت، والمناصب تمثّل هِبَات وترضيات ورد جميل، وهذا خطأ ولكن الخطأ الأكبر هو أن من يتم تعيينه بالباراشوت أصبح يفتخر بهذا الأمر ويتباهى به أمام أصحاب الديوانية والشلة، وهذه سمة النفوس عندما تفسد وتمرض.
يجب اتباع معايير واضحة للتعيينات، فيها العدالة وتكافؤ الفرص والتدرج الوظيفي في تولي الوظائف القيادية، فهناك العديد من الكوادر الوطنية الذين اجتهدوا وصبروا وانتظروا فرص الارتقاء لتلك المراكز، التي يتم اختطافها لدواعٍ وترضيات وولاءات.
ومن لديه شركة خاصة فإنه يتعمّد أن يأتي بأفضل الكفاءات مهما كانت جنسية الشخص، ويجتهد في البحث عن أفضل الموظفين حول العالم بغض النظر عن جنسية الموظف، فقط الأكفاء، فلماذا لا يتم هذا الأمر عندما نتعامل مع الكويت، هل هذا هو جزاء الوفاء والعطاء؟
وهناك ظاهرة أصبحت لافتة، وهو شكر النواب بشكل علني وأمام الجميع من دون أي اعتبارات للذوق العام على توسّط النائب للقبول في هذه الوظيفة، ففي الشوارع وفِي وسائل التواصل الاجتماعي تجد إعلانات الشكر! معنى هذا الكلام أنك غير مستحق لهذه الوظيفة يا من تضع إعلان الشكر المدفوع، أو معدلك لا يسمح لك بالقبول كون هناك معدلات أعلى منك، فغيرك اجتهد ليل نهار ليتفوق، أما أنت فتوسّط لك نائب وأدخلك هذه الوظيفة، يعني الموضوع ليس شطارة منك، أو كيف ستمارس وظيفتك بحيادية، لأن الأصل لا تمييز بين الشباب إلا من باب الكفاءة وليس الواسطة والمحسوبية، لذا يجب محاسبة المتسبب في هذا الأمر الذي أدى إلى قتل طموحهم.
الواسطة مرض في جسد الوطن يجب استئصاله، وهي تفرق بين أبناء المجتمع الواحد، لأنها تسرق أحلام المتفوقين والناجحين، وهي سبب لانتشار الحقد والحسد، بسبب الظلم الذي يقع على البعض.
تعليقات