‫د. تركي العازمي: موجهو التربية الإسلامية ودرس الاستغاثة !‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 294 مشاهدات 0


في منهج الصف الحادي عشر لمادة التربية الإسلامية، لفت انتباهي أمر في غاية الأهمية.

الدرس يتحدث عن الاستغاثة والتوسّل، وذكرت سبعة أمثلة جيدة، لكن النقطة الأخيرة ذكر فيها ما نصه «8 ـ التوسل خلاف الاستغاثة، فالمتوسل في الدعاء يسأل الله ـ عز وجل - أما المستغيث فيسأل غير الله عز وجل»... وللوهلة الأولى شعرت بأن هناك خلطاً في المفهوم، وبما أنني لست متبحراً في أمور العقيدة بعثت ما أذهلني إلى أحد المشايخ لعلي أجد الإجابة، قبل كتابة المقال وكان الرد كالآتي:

«الدرس جيد في محتواه والكلام عن التوسّل، كلام جميل، ولكن هناك خلل في تركيبة آخر عبارة في الدرس، حيث أجرى المؤلف مقارنة بين التوسّل والاستغاثة من دون توضيح على الإجمال، والاستغاثة جائزة بالله، وهنا حصر المؤلف مفهوم الاستغاثة بأنها تكون بغير الله فقط، وكان المفروض أن يوضّح أن الاستغاثة بغير الله هي التي لا تجوز، ولكنه قارن بين الاستغاثة والتوسّل على العموم حيث قال المتوسّل في الدعاء يسأل الله أما المستغيث فيسأل غير الله، والأصل أن يستغيث المسلم بربه في كل أحواله، قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم)، هذا هو الأصل».

وهذه المقالة خصصتها من باب النصيحة، موجهة إلى المعنيين بالمناهج من موجهي التربية الإسلامية، ومؤلفي المناهج ليس فقط للصف الحادي عشر بل لجميع المراحل.

الزبدة: إن المغيث والغياث من أسماء الله تعالى، ونذكر الحديث «اللهم أغثنا اللهم أغثنا»، أتمنى مراجعة الدرس سالف الذكر، وتوضيحه، كي لا يكون هناك خلط بين التوسل والاستغاثة.

فنحن واجبنا هنا لا يقتصر على تركيز الاهتمام على النظم الإدارية وحسب، بل نحن أصحاب رسالة ولا نملك سوى توجيه النصيحة والدال على الخير كفاعله.

إن هذه المواضيع تمس أصلاً من أصول العقيدة وأبناؤنا بحاجة ماسّة لمواضيع مبسّطة وموضّحة على نحو يخدم الحاجة لفهم الدين والعقيدة، لا سيما في موضوع يتعلق بالاستغاثة والتوسّل، وكم أتمنّى أن يكون هناك تركيز على الجوانب التربوية والأخلاقية لننعم بجيل متعلّم ومتربٍّ، والنماذج الأخلاقية والتربوية في الإسلام كثر، وعن الخلق العظيم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك