فيحان العتيبي: الإصلاح شعارات أوراق توت سقطت

زاوية الكتاب

كتب 469 مشاهدات 0


اتجاه الحكومة حين سقطت عنها «ورقة التوت» الإصلاحية كتب:د. فيحان العتيبي❋ الخميس, 23 - أغسطس - 2007 حكومة ناصر المحمد الحالية هي الحكومة الثالثة له بعد ان تعثرت حكومته الأولى بسبب الاستجواب المقدم له في مايو 2006، وعلى أثره حُل مجلس الأمة، بينما تساقطت حكومته الثانية في فبراير الماضي بسبب تقديم طرح الثقة بوزير الصحة السابق أحمد العبدالله، مما أدى الى تقديم استقالة الحكومة برمتها، وعودة الى الحكومة الثالثة، فقد ولدت «ميتة» و«مشوهة» لأن ولادتها تعسرت ولم تولد إلا بعد مشاورات مطولة دامت اكثر من شهر، ثم انتهت بالعملية القيصرية، وضمت تشكيلة اشبه بـ «الشامي والمغربي»، بل ان حال الحكومة الحالية يرثى لها لفقدان التوازن والانسجام داخل مجلس الوزراء، فهي تسير عرجاء بسبب استقالة وزيري النفط والمواصلات وخلو مقعديهما منذ أكثر من شهرين. حكومات ناصر المحمد الثلاث قوبلت بالترحيب والاستحسان، سواء من النواب أو من القوى السياسية او من الشارع او من الصحافة، وقالوا جميعا عنها «ما قاله مالك في الخمر»، وكالوا المديح والإشادة بخطواتها وإجراءاتها، ووصفوها بأنها حكومة اصلاحية من الطراز الأول. لكن مع مرور الوقت اتضح ان الحكومة لم ترد على التحية بأحسن منها ولم تستثمر الإطراءات والإشادات النيابية والاعلامية بالشكل الصحيح، وضربت بها عرض الحائط، فتحولت الحكومة الاصلاحية الى حكومة «متعنته» في ممارسة دورها وحكومة «ارتجالية» في قراراتها، فهي ترفض التعاون مع اللجنة التعليمية البرلمانية في قضية «الأهرام»، ولا تريد تزويدها بالوثائق، وهي من تناقض رأيها في إغلاق المكاتب الإعلامية الخارجية، وهي من سكتت عن الفضائح الطبية في وزارة الصحة، وهي من أتت بالطامة الكبرى وألقت أجهزتها الأمنية القبض على الزميلين الصحافيين في الزميلة «الجريدة» في أثناء خروجهما من الصحيفة على مرأى ومسمع المارة من دون اتخاذ القنوات الدستورية والقانونية. يبدو ان حكومة الاصلاح كانت حلم جميع الفاعليات البرلمانية والسياسية والإعلامية، إلا ان هذا الحلم الجميل لم يتحقق لأن ورقة التوت الإصلاحية تساقطت منها، وكشفت ان الحكومة لا تؤمن بالحريات ولا بالدستور وترغب في تحويل الكويت الى دولة بوليسية يسيطر عليها زوار الفجر ويقتادون من يشاءون من مواطنيها الى الغرف المظلمة والى الزنزانات في مبنى أمن الدولة، وهو مشهد يتكرر بين الفينة والأخرى، ومع صحافيين أمثال الزميل عادل العيدان، الا انه لم يجد من يوقفه ويحاسب من يقف وراءه. لا نشك في نوايا الشيخ ناصر المحمد ومبادراته الإصلاحية، وحرصه على تطبيق القانون، لكن نقول لسموه بقلب ناصح: «ان النوايا لا تكفي»، فالإصلاح قول وفعل وايمان، ولا يقتصر على شعارات يرددها الوزراء من دون ان يطبقوها على ارض الواقع، والعلة الحقيقية هي «هشاشة» الحكومة لضعف وزرائها الذين أصبحوا «عالة» على رئيس الوزراء!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك