‫مبارك الدويلة: البعض يربط الوطنية وتقديم المصلحة العامة بمدى مناكفته للحكومة! وبقدر ما تواجه السلطة وتنتقدها بقدر ما تكون وطنياً ومحباً للبلد!‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 350 مشاهدات 0


تغريدة النائب المحترم محمد المطير، التي أعلن فيها عزمه استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء، تحتاج منا أن نتوقف عندها قليلاً! فالنائب المحترم قرر المضي قدماً بالاستجواب ثم عرض الأمر على زملائه نواب المعارضة لمن يرغب بالمشاركة وليس لمن يرغب بإبداء الرأي في مبدأ الاستجواب من حيث التوقيت والكيفية!

هذا التفرد بالقرار والطلب من الآخرين صعود القارب معه أمر مثير للاستغراب! فهل كان النائب يعتمد على مشاعر الحرج التي سيشعر بها زملاؤه عندما يرفضون مشاركته هذه الخطوة الحساسة؟

انا متابع للحوارات التي تجري بين كتلة المعارضة وادرك جيداً وجود رأي عاقل يتبنى مبدأ الإنجاز قبل المساءلة، وتقديم شيء للناس يخفف من معاناتهم ويعالج مشاكلهم قبل استفزاز بعض الأجنحة باستجواب رئيس الحكومة، التي لم يسنح لها الوقت لتقديم برنامج عملها ولم نعطها فرصة لإثبات جديتها وصلاحها!

لذلك هذا التصعيد لا أجد له مبرراً، ومن المعيب إحراج الزملاء شعبياً ووضعهم في «خانة اليك» كما يقولون!

مع الاسف الشديد إن البعض يربط الوطنية وتقديم المصلحة العامة بمدى مناكفته للحكومة! وبقدر ما تواجه السلطة وتنتقدها، بقدر ما تكون وطنياً ومحباً للبلد! بينما أي رأي فيه مراعاة للتوقيت يعتبر تخاذلاً وتهاوناً قد يصل بك إلى أن تتهم بالخيانة!

لماذا يسعى البعض إلى حل مبكر لمجلس الأمة؟ لماذا لا نتقبل نتائج الديموقراطية مهما كانت مرّة؟ لماذا يعتقد البعض أن حل المجلس وعودة الانتخابات سيغير من تشكيلة مكتب المجلس نحو الأفضل؟

أعتقد أن الحل لهذا الوضع المخيب داخل جسم المعارضة يكمن في مصارحة الأخ المحترم محمد المطير أن استجواب رئيس الحكومة يجب أن يؤجل لبعض الوقت، بل إنني أعتقد أن أي استجواب اليوم يجب تأجيله إلى أن نقدم الاقتراحات بقوانين ونراقب مدى تعاون الحكومة في إنجاز النافع منها، ولا أجد غضاضة في إعطاء الحكومة مدة ستة أشهر أو أقل لمعرفة قدرتها على عمل شيء للبلد يخفف من معاناة الناس ويساعد في حل مشاكلهم!

الناس اليوم صبروا أربع سنوات ينتظرون هذه الساعة ليشاهدوا منفعة التغيير الذي أحدثته إرادتهم! لذلك لا نخيب ظنهم فيمن اختاروه عندما يشاهدون هذه التصرفات التي قد تنهي هذا الحلم الجميل الذي يعيشه المواطنون اليوم! لا نقول نسكت عن تقصير وتجاوزات الحكومة، بل نقول لنعط كل الأطراف الوقت الكافي الذي يتبين لنا فيه فائدتهم من مضارهم وفسادهم من صلاحهم! نريد العنب، الإنجاز، ولا نريد رأس الناطور!

جريمة السكوت عن مأساة البدون

تساءل الأخ عادل الزواوي، منسق مجموعة الثمانين، عن حقيقة الشخص الذي أشعل النار في جسده، وهو من فئة البدون، وطالب الجهاز المركزي للبدون بإظهار حقيقته للناس!

هذا التساؤل لا يجوز أن يصدر في هذا التوقيت، فالمقام يحتاج من الجميع التعاطف إنسانياً مع الحدث، وحتى لو صح أن المذكور ارتكب أموراً يعاقب عليها القانون ، فهذا لا يمنع أن تكون كلها أفعال نتيجة معاناة هذا الإنسان في حياته وتحطم نفسيته ومشاعره من واقعه الذي تعيشه أسرته، فالوالد من دون عمل والأم مريضة بالفشل الكلوي والأولاد ممنوعون من التسجيل في المدارس، وحتى مساعدة بيت الزكاة تم وقفها بسبب كتاب الجهاز المركزي، لأن رب الأسرة لم يجدد بطاقته الأمنية لأن أصوله عراقية!! ومع كل إشراقة شمس تتجدد معاناة البحث عن لقمة العيش! ومع كل هذه الظروف نستكثر عليه مخالفة القانون؟! ثم يأتينا منسق الثمانين وكأنه يقول «قلعته» هذا أصوله عراقية! إن كان هذا الشاب المنتحر أصوله عراقية، فالبلد فيه عشرات الآلاف ممن يحملون إحصاء 1965 ويعيشون المعاناة نفسها!

تعليقات

اكتب تعليقك