صالح غزال العنزي: وجهة نظر: د. #حسن_جوهر وماكنتوش الانتخابات...شارك السياف والنبّال والراكب والراجل في المعركة، ولكن النهاية كانت نصراً مؤزراً لهذا الجوهر رغم أنه لم يضرب بسيف أو يطعن برمح أو يرمي بسهم!
زاوية الكتابكتب صالح غزال العنزي يناير 1, 2021, 11:08 م 516 مشاهدات 0
ما زلت أذكر مقالاً أردت نشره قبل سنوات في الصحيفة التي كنت أكتب فيها، وكان عنوانه "د. حسن جوهر الظاهرة"، ولعله لا داعي للحديث عن مضمونه لأن المقال (باين من عنوانه)، لكنني فوجئت بسكرتير تحرير تلك الصحيفة يخبرني أن الريّس تحفظ على نشره لأنه لا ينشر مقالات تتحدث عن نواب حاليين أو سابقين مديحاً أو هجاءً، ثم قرأت بعد أيام مقالاً يكيل فيه كاتبه المديح لنائب آخر، فعلمت أن قاعدة "الخيار والفقوس" معمول بها هناك، وكان ذلك المقال آخر العهد بيننا.
وفي هذه الانتخابات لاحظت صراعاً مريراً بين مرشحين تابعين لتيارين سياسيين في إحدى الدوائر، لكن هذا الصراع توقف فجأة بعد دخول منافس مستقل على خط المنافسة، رغم أن هذا المرشح كان قبل الانتخابات حبيباً للطرفين، ليتفقا عفوياً ودون لقاء أو ترتيب في الدخول بحرب خفية وعلنية ومن وراء حجاب أو أمام الحجاب ضده، وكانت النتيجة عدم نجاح هذا المنافس في الانتخابات رغم حب الناخبين له بسبب انتشار نظرية "خوش ولد بس فرصة نجاحه معدومة".
وأما في حالة د. حسن جوهر فقد اتفق عدد من المرشحين وغير المرشحين على محاربته، إذ شارك السياف والنبّال والراكب والراجل في المعركة، ولكن النهاية كانت نصراً مؤزراً لهذا الجوهر رغم أنه لم يضرب بسيف أو يطعن برمح أو يرمي بسهم، إنما اكتفى باللعب سياسة، فأشغلهم به في حين انشغل هو بنفسه ليجرهم الى ساحة السقوط ويتبعوه الى ساحة نجاحه، فكان مخرجاً في مسرح العرائس وكانوا عرائس في مسرح المخرج.
وكنا نضحك في الصغر للنكتة التي تقول إن "طائرة سقطت في الصحراء فنجا من ركابها اثنان من ذوي (التفكير السياسي) المحدود، فوجدا مصباحاً قديما مسحا عنه الغبار ليخرج (الجنّي) قائلاً شبيكما لبيكما لكل منكما طلب واحد، وقال الأول أوصلني لوطني فأوصله وعاد للثاني، فقال له الثاني أعد صاحبي إليّ فأعاده". وانتهت الفرصتان دون أن يستفيدا منهما.
والحقيقة أن هذه النكتة وأشباهها تمارس في السياسة كأمر واقع وبطريقة تدعو الى البكاء لا إلى الضحك، فقد رأينا وسمعنا الكثير من تلك النكتة وشبيهاتها في هذه الانتخابات حتى شعرنا أن كل النظريات البائدة والأفكار الراكدة، قد تم إخراجها من عالم النسيان وإحياؤها من سالف الأكوان، والمصيبة أن معظم المرشحين المحاربين بتلك الطرق إما قضوا نحباً أو كادوا، ولم ينجح إلا بعض الذين اجتهدوا وعملوا، أو بعض الذين لعبوا بالبيضة والحجر.
ولأن اللعب بالبيض والحجر من شيم بعض السياسيين قديمهم وحديثهم، فقد أثار بعضهم إعجاب الناخب ومال ببعض الأفئدة شمالاً ويميناً، لكني ومن خلال متابعتي الطويلة لشؤون الانتخابات فإني متأكد أن للجديد لذة دائماً، قد تستهوي الناس سنة أو سنتين ثم تذهب السكرة الجماهيرية وتأتي الفكرة فيهبط رقم اللاعبين بالبيض والحجر من عدة آلاف من الأصوات إلى (شويّة) مئات، ولذلك فإني ناصح لا قادح لبعض النواب الذين ما زالوا يعيشون نشوة الانتصار أن ينتبهوا إلى ذلك، ويعملوا بدل أن يستعرضوا، فالأيام حبلى والسياسي الحقيقي الذي يسابق القادم لا الذي يتعايش مع الحاضر.
تعليقات