علي البغلي: تمنيت أن أكون عمانياً لو لم أكن كويتياً.. فـ«مبروك» عليكم أشقاءنا العمانيين سياستكم الحاسمة في مكافحة الفساد وخلف الله علينا يا أهل الكويت
زاوية الكتابكتب علي البغلي ديسمبر 28, 2020, 10:43 م 438 مشاهدات 0
نهنِّئ الشعب العماني الشقيق على عدالته الناجزة في مواجهة فساد هذه الأيام، الذي يعمّ أنحاء كثيرة في العالم، وطالنا منه الكثير هذه الأيام في الكويت بشكل لا نتذكر أننا رأينا أو سمعنا عن شبيه له، لا في حياتنا ولا قبل أن نفتح أعيننا على هذا العالم.
الخبر الذي أسعدنا، وتمنينا أن نسمع يوماً مثله في وطننا الحبيب الذي تكالبت عليه ظروف وأبطال الفساد من كل حدب وصوب، يقول: جنايات مسقط تسجن الرئيس التنفيذي لـ«النفط العمانية» 23 عاماً، وتغرّمه 5 ملايين ريال، وتعزله من وظيفته، في قضية غسل أموال، متعلّقة بمشروع العطريات، وتصادر أكثر من 8 ملايين دولار أميركي من أمواله لخزينة الدولة.. (انتهى)
جلستُ برهة أتخيّل كم قيادياً في الدولة وقطاعاتها العامة والخاصة، وكم تاجراً وكم شيخاً وكم متنفّذاً سيقبعون في السجون، أسوة بزميلهم الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية لو طبّقنا الروح العمانية في التصدي للفساد؟!
ومع الأسف، إننا في كويت القوانين والدستور ونزول أسعار النفط الذي نعتمد عليه، كما يعتمد الرضيع على حليب ثدي أمه، ما زلنا نقف، وعلى رأسنا حكوماتنا الرشيدة ومجالسنا الأخيرة المخجلة، فاغري الأفواه أمام قصص الفساد بالمليارات التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، من دون أن يحرّك مسؤولونا ساكناً. ففي خلال 4 سنوات أرسلت هيئة نزاهتنا حوالي 35 قضية للنيابة فقط، مع ان الرقم الحقيقي يجب أن يكون 3500 قضية! ونحن للأسف، شاهدنا وقلوبنا يعتصرها الألم شيخ الشيوخ الشريف (المغفور له الشيخ ناصر صباح الأحمد) خروجه من منصبه، عندما سلّط الأضواء على أساطين وشيوخ الفساد الذين وقعت عيناه على أعمالهم الشائنة، بالاستيلاء على مئات الملايين من المال العام!
لذلك، وغيره من مئات قصص الفساد التي أزكمت أنوفنا منذ سنوات، والمسؤولون عن مكافحته يقفون متفرّجين، تمنيت أن أكون عمانياً لو لم أكن كويتياً.. فـ«مبروك» عليكم أشقاءنا العمانيين سياستكم الحاسمة في مكافحة الفساد، وخلف الله علينا يا أهل الكويت سياستنا المتفرّجة على بلاوي الفساد!
* * *
في دولة العراق، الجارة، الشقيقة، حيث يضرب الفساد أطنابه بشكل متزايد في كل مناحي الحياة هناك، وفي معظم أنحاء جمهورية العراق، حيث أصبح الناس هناك يترحّمون على أيام المقبور صدام حسين، حيث لم يكن هناك فاسد إلا صدام وأبناؤه. أما البقية فلم تكن لديها الجرأة في وجوده على ارتكاب أي أعمال تتصل بالفساد، ما لم يأمرهم الطاغية به.. أثار إعجابي مؤخراً بالشعب العراقي مع ضخامة الفساد هناك أن الناس لم يقفوا إزاءه مكتوفي الأيدي ـ فقد أدمنت مؤخراً مشاهدة محطة تلفزة عراقية، اسمها «سومر نيوز» تقص على المشاهد يومياً بالصور والمعلومات الدقيقة قصص الفساد التي يقوم بها الوزراء وأعضاء ورؤساء المجلس النيابي السابقون والقيادات الحكومية في كل مناحي الحياة هناك، وبمئات الملايين من الدولارات، تاركين العراق والشعب العراقي يعيش في العوز والفاقة في بلد بترولي، سياحي، زراعي، متنوّع الأعراق والأصول، ومثل تلك المحطة لو كانت لدينا، فلربما «يستحي على وجوههم» أبطال الفساد عندنا من ساسة متنفذين في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتجار وشيوخ وأتباعهم؛ لان الأمر فاض بيننا، ومللنا من فساد الدول المكشوفة والدولة العميقة، وكل المنتمين لهم!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات