تركي العازمي: كنا نأمل في إصلاح فوري عهد جديد يأخذ رجال الدولة من الأخيار فرصتهم الا أن ما نراه يؤكد استمرار ذات النهج
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي ديسمبر 21, 2020, 11:45 م 342 مشاهدات 0
في مقالنا السابق «هل ترون ما أرى؟» نقلت تساءلات الشارع الكويتي (الشعب)، وأقصد الصالح والمصلح منه، ولا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد الرويبضة ومطأطئي الرؤوس، والباحثين عن المال أو المصلحة.
شفتم ما شفنا؟... وعرفتم سبب التيه الذي نعيشه، وقد ذكرت أن السالفة برمتها «مو عناد»، إنما هي مصالح متبادلة و«قلة دبرة» وغياب البطانة الصالحة.
يحدثني أحد الزملاء المخضرمين عن قصة تعكس الحال... نصها: «اتصلت بأحد الوزراء الجدد من باب تقديم النصح له، وأبديت له استعدادي تطوعاً في عرض الحلول التي تعاني منها الوزارة، وصدمت من رد الوزير: (إيه ممكن... ابعث لي واتسآب)...»!
ونذكر أنه أثناء حادثة الأمطار وغيرها من القضايا عرضت الحلول من أهل الخبرة، وقدمت مجاميع تطوعية تصوراتها الإصلاحية لأصحاب القرار و«هذاك وجه الضيف»!
أسألكم بالله، «ماذا يستطيع المصلح - الذي لا يبحث لا عن منصب أو جاه - فعله بعد كل هذا»؟
لماذا نسمع ونقرأ من الحديث أجمله، ونفاجأ على أرض الواقع خلاف ما يُقال ويُكتب؟
لماذا نعيش صور الفساد ونتابع الأدلة، ولا نجد من فعل يبرهن ما يقال وينشر؟
أعتقد أنها مشيئة الله والله أعلم بالحال، وقد ذكر الله عز شأنه في محكم تنزيله: «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمرناها تدميرا» وفي الحديث الشريف قول صفوة الخلق الذي لا ينطق عن الهوى، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين من قبلكم، أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»!... هذه هي المعضلة الرئيسية التي تحجب عنا الإصلاح وتبعد المصلحين... والبحث في حالة «علية القوم» يقدم الإجابة!
لذلك، فعندما نكرر المطالبة بالإصلاح والاستعانة بأهل الشرف، لا يتجاوز كونه مسؤولية اجتماعية، وواجبا ملقى على عاتق كل مصلح، يخاف على الوطن الذي شارف على حافة الانهيار.
وترى... «مو عناد» إنها نصيحة من القلب، نوجهها لكل فرد محيط بأصحاب القرار الكبار.
الزبدة:
كل المشاهدات تؤكد أن كل عاقل نزيه من أصحاب الخبرة والرؤية الثاقبة، قد بلغ حدا صعب وصفه.
كنا نأمل في إصلاح فوري، عهد جديد يأخذ رجال الدولة من الأخيار فرصتهم، الا أن ما نراه يؤكد استمرار ذات النهج.
قد يعجب القلة هذا الوضع الذي تجاوز حد الفساد إلى الإفساد، مرورا باستبعاد كل مناشدة تدعو إلى الإصلاح؟
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة، وأن يتحقق الإصلاح عاجلاً غير آجل، وأن نرى الكفاءات تتقدم الصفوف، لتزيح كل فاسد مفسد، قبل أن نهلك جميعاً... الله المستعان.
تعليقات