‫طلال العرب: ما سبب ترشّحكم؟ هل هو من أجل مصلحة البلد وإصلاح ما فسد؟ أم هو من أجل اللحاق بمن سبقوكم فتعرضوا ذممكم للبيع‬

قبل أن يصدّع معظم المرشحين رؤوسنا بخطبهم العصماء، وقبل أن يدغدغوا عواطف الناخبين بوعودهم الجوفاء، فإننا نطالب الكثيرين من نوائب الأمة السابقين، الذين أصروا على أن يعودوا إلينا بطلعتهم غير البهية، بأن يخبروا من سينتخبهم كيف؟ ومتى حصلوا على ملايينهم وعقاراتهم، خلال مدة المجلس القصيرة؟ وهم المعروفون قبل دخولهم المجلس بضيق ذات اليد، وبتواضعهم العلمي والسياسي؟ وهل قارن أحدهم ذمته المالية قبل دخوله المجلس وبعده؟

ونسأل من عليهم قضايا جنائية ومالية وأخلاقية ورشوة وفساد ولم تصدر ضدهم أحكام نهائية، ممن أطلق سراح بعضهم بكفالات مالية: لماذا أعادوا ترشيح أنفسهم؟ هل من أجل مزيد من الفساد بدخولهم لجان التحقيق في التجاوزات وإهدار المال العام؟ أم من أجل التستّر تحت عباءة حصانتهم البرلمانية، كما فعلوا في السابق، وتعطيل أو تأخير القصاص منهم بتغيير قوانين لا تناسبهم، وضياع المزيد من وقت البلد على نوائب، ليس من ورائهم غير الدمار؟

كما نسأل بعض النواب السابقين، الذين كنا نأمل منهم الهمة والعزيمة في كشف مفاسد زملائهم، ممن رفعوا شعارات الإصلاح، وقاموا باستجوابات بالصاعد والنازل: ماذا فعلتم بخصوص «القبّيضة»، والمرتشين والفاسدين وتجار البشر؟!

أما المرشحون الجدد، فالسؤال الذي يتبادر الى الذهن للكثيرين منهم هو: ما سبب ترشّحكم؟ هل هو من أجل مصلحة البلد وإصلاح ما فسد؟ أم هو من أجل اللحاق بمن سبقوكم، فتعرضوا ذممكم للبيع، كما فعل بعض نوائب الأمة السابقين؟! وهل كلكم على استعداد لأن تكشفوا للأمة وضعكم المالي قبل دخولكم المجلس وبعد الخروج منه؟ وهل من ضمن أجنداتكم فتح ملفات الفساد بكل أشكاله، أم ستنضمون الى الفئة الضالة؟ هل أنتم من المتحمّسين الراغبين في انتشال الكويت مما أوقعوها فيها، وتريدون كسب ثقة الشعب بكم؟! إذاً، فلتكشفوا أولا ذمتكم المالية، ولتلاحقوا الفاسدين والمزوّرين بكل أشكالهم، وإلا فلتكرمونا بصمتكم!