‫علي البغلي: ازاء كل ذلك الظلام الدامس والحكايات القذرة التي أصبحت تصل مسامعنا ليل نهار هناك جوانب مشرقة أصبحنا نراها يومياً وهي الشباب الكويتي إناثاً وذكوراً‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 327 مشاهدات 0


في هذه الأيام الرمادية التي نعيشها من انتشار الكورونا وقرارات الرشيدة «غير المدروسة» المتصلة به، ومن انتشار الفساد في مفاصل السلطتين التنفيذية والتشريعية، من تعيينات براشوتية ما أنزل الله بها من سلطان، إلى بذخ بمئات الآلاف بوسائل التواصل الاجتماعي وصحف ومحطات تلفزيونية تجارية محلية، إلى إعلانات ملونة عملاقة تشق عنان السماء، ترينا الابتسامات الصفراء لبعض مرشحي انتخابات 2020. فمن كان لا يملك شروى نقير، فاغتنى بشكل مبالغ به من أموال حكومية عامة وأموال خاصة لمصالح تجارية ساعدها سيادة النائب في نيل مناقصة أموال عامة بأضعاف قيمتها الحقيقية، فناله من الطيب نصيب كبير لم يحلم به لا هو ولا عائلته التي لم تحسن تربيته قولاً واحداً!

ازاء كل ذلك الظلام الدامس والحكايات القذرة التي أصبحت تصل مسامعنا ليل نهار، مع أننا أوقفنا ارتياد الدواوين والتجمعات الممنوعة، هناك جوانب مشرقة أصبحنا نراها يومياً وهي الشباب الكويتي إناثاً وذكوراً، من البارزين في المجالات الطبية والعلمية والابتكارية والاعلامية والتواصل الاجتماعي..

نعم هناك وجوه نراها ونسمع عنها ولأول مرة، طرقت تلك الميادين التي لا يد للرشيدة فيها فأبدعت طبياً مؤخراً بعملية زراعة كبد انسان متوفى متبرع لجسم انسان آخر، وأطباؤنا الشباب الذين قاموا بذلك نراهم لأول مرة.

شاهدنا فتياتنا الموهوبات وهن يَحُزنَ قصب السبق في منافسات اقليمية وعالمية، وبأكثر من مناسبة ومنافسة ومسابقة.. شاهدنا بلديتنا التي كانت مضرب المثل بانتشار الفساد وهي تحوز المركز الأول بقيادة مديرها الشاب أحمد المنفوحي مؤخراً..

***

وهي أمور وأحداث وأخبار متسارعة أدت بنا الى استرداد ثقتنا بأنفسنا ومستقبلنا، لو سلمنا أمورنا بالقريب العاجل لتلك الكوكبة من الشباب الذي برع في العلوم الطبية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية والتخطيطية والإعلامية..

ما ينقص أولئك الشباب هو اعطاؤهم الثقة بأنفسهم والنأي بأنفسنا نحن وكل من ينتمي للاجيال القادمة من الصفوف الخلفية لنرى النتائج لكويتنا الحبيبة ولأجيالها القادمة، كل ما ينقص أجيالنا الشابة والواعدة هو أن تتخلص حكومتنا الرشيدة من عقدة الأجنبي وعقدة هذا ولدنا وعقدة الكوتات القبلية والفئوية والطائفية التي أصبحت سمة من سمات تخلفنا عن أشقائنا في المنطقة، الذين كانوا يشيرون لنا بالبنان اعجابا، فانقلب الوضع مؤخراً.

عاشت الكويت الحبيبة وشبابها الواعد ذخراً وضمانا لاستردادها ريادتها المفتقدة مؤخراً.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك