‫مبارك العبدالهادي: بعض خطابات المرشحين المتعاطفين مع البدون ظاهرها الدفاع وباطنها "ياليت ما تنتهي هالقضية" لأن مسلسل التكسب عليها يزيد عدد مؤيديهم والمتعاطفين معهم من أقرباء البدون‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 333 مشاهدات 0


تعود قضية البدون إلى الضوء مجدداً، فأصبحت في مقدمة البرامج الانتخابية للعديد من المرشحين، ومنهم نواب سابقون، لكن المضحك المبكي أن بعض هؤلاء الذين ترعرعوا خلف جدران أرستقراطية وفلل فارهة أصبحت قضية غير محددي الجنسية محط اهتماماتهم، فأخذوا يتحدثون بحسرة وبكلمات تذرف الدموع على البدون الذين أصبحوا فجأة إخوة وأبناء ولديهم قضية عادلة.

ولو سئل هؤلاء المرشحون عن البدون لوجدت أنهم لا يعرفون شيئا، أو يجيبون بإساءة أكثر بأن من ضمن العمالة الهامشية في مؤسساتهم موظف مسكين من البدون، ولا يعلم هؤلاء أن "قدر" هذه الوظيفة التي يعتيرونها هامشية كبير لدى هذا الموظف الذي يصرف على أسرة لا يعلم حالها ومعاناتها إلا المولى عز وجل، ومثل هؤلاء المرشحين لا يعلمون أن هذا الموظف أفضل عند الله من حرامية المال العام والمختلسين، ولديه كرامة يفتقدها العديد من المرتزقة.

إن بعض النواب السابقين الذين يتحدثون عن هذه القضية الإنسانية لو صمتوا لكان أفضل لهم، لأنهم جزء من تشويه الحقيقة ومواقفهم السابقة وتصويتاتهم كانت خير دليل وبرهان على نفاقهم، ولكنهم اتبعوا سياسة "الناس تنسى" ونسوا بغبائهم أنهم مكشوفون في هذه القضية وفي غيرها.

بعض خطابات المرشحين المتعاطفين مع البدون ظاهرها الدفاع وباطنها "ياليت ما تنتهي هالقضية" لأن مسلسل التكسب عليها يزيد عدد مؤيديهم والمتعاطفين معهم من أقرباء البدون أو الذين أمهاتهم كويتيات، واللاتي أصبحت قضية أبنائهن أيضا محل اهتمام، ولكن بتصريحات vip لأنهن سيشاركن في التصويت، بل أصبحن ضمن صفقات البعض (التصويت مقابل التحرك للحصول على الجنسية).

فاتركوا هذه القضية عنكم لأنكم كلما دغدغتم المشاعر وسرد الأوهام لحلها زادت معاناة أصحابها، ومن يرد الحل الحقيقي يترك عنه التطبيل والتلميع والضحك على الذقون، وليعمل في اليوم الأول من وصوله إلى قبة البرلمان بعيداً عن المبررات وأفلام من سبقوه ممن كانوا ضمن أدوات القاعة عند التطرق لهذه القضية الإنسانية، والأهم من ذلك يجب أن يكون تبني هذا الملف بعيدا عن عنصرية البعض وطائفيتهم المقيتة وفئويتهم التي لا تمت للدين أو الإسلام أو الإنسانية بصلة.

ولا تفوتنا الإشارة لبعض المتهمين بغسل الأموال ممن يستهزئون بشباب البدون الأبطال الذين يشترون السيارات، ففي حين يقف هؤلاء الشباب تحت أشعة الشمس اللاهبة وبرد الشتاء القارس من أجل لقمة حلال، هناك من يغسل الأموال القذرة الواردة من مخدرات وأعضاء بشرية، لأنهم اعتادوا على الحرام، فشتان بين بشر شرفاء وآخرين تنطبق عليهم كل صفات البذاءة.

تعليقات

اكتب تعليقك