عبدالعزيز الكندري: من أسوأ أنواع القيادة في المؤسسات هي الشخصية النرجسية وغالباً ما يتحدث في المثل وهو بعيد عنها وهو الوحيد الذي يفهم ويتبع دائماً الشخصية الأقوى لأنه يطمح في المنصب
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الكندري نوفمبر 18, 2020, 10:52 م 384 مشاهدات 0
يقول غازي القصيبي: «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور، على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».
جاك ويلش من أفضل القادة في هذا العصر، حيث استطاع تحويل شركة «جنرال الكتريك» من شركة جداً صغيرة إلى كبرى الشركات العملاقة، حيث كان يمتلك رؤية وإدارة ثاقبة، مكّنته من زيادة قيمة الشركة إلى 30 ضعفاً، وقفزت القيمة السوقية لـ«جنرال إلكتريك» من 12 مليار دولار في عام 1981 إلى 280 مليار دولار خلال سنوات قليلة.
وهناك عناصر أربعة ركّز عليها ويلش في نموذج اختيار القادة، وأولها «الطاقة» حيث يقول ويلش: إن هناك أفراداً يحبون أن يعملوا باستمرار ومن دون انقطاع، يعملون بطاقة غير محدودة، ينهضون كل صباح بحماسة شديدة لمتابعة أعمالهم، هؤلاء هم الذين يتحركون بسرعة 95 ميلاً في الساعة في عالم سرعته 55 ميلاً في الساعة، ويمكن أن يحدثوا الفرق والتفوق لمصلحة المكان الذي يعملون فيه.
أما العنصر الثاني فهو «القدرة على تحفيز الأفراد» الذين يعرفون كيف يحفزون الآخرين على الإنجاز ويضعون الرؤية ويدفعون الأفراد إلى العمل بناءً على هذه الرؤية، ويعرفون كيف يحملون الآخرين على التفاعل ومنحهم التقدير، ولديهم الشجاعة في تحمل المسؤولية عند وقوع الخطأ بدلاً من لوم الآخرين وتقريعهم.
والعنصر الثالث هو «روح التحدي والحزم»: حيث اختيار القادة الذين يعرفون كيف يتخذون القرارات الصعبة، والعنصر الرابع أنهم يفعلون ما يقولون.
لقد وضع جاك ويلش خارطة الطريق لاختيار قادة المستقبل، ومع الأسف فإن في بيئاتنا العربية قلما تجد قادة يحسنون اختيار الصف الثاني، وذلك بسبب الفكر المغلوط من احتمال فقدان الكرسي، لذلك تجد بعض القادة في المؤسسات يتشبث بالكرسي إلى آخر لحظة.
ومؤسف من تظن أنه على قدر كبير من المسؤولية والأمانة، يختار الصف الثاني على حسب الولاء والقرب وليس الكفاءة، ويتم توزيع المناصب كفواتير لبعض المواقف، ولكن سرعان ما ستسقط هذه المؤسسات وتتسرب الكفاءات من هذه الأجواء.
ولعل من أسوأ أنواع القيادة في المؤسسات هي الشخصية النرجسية، وغالباً ما يتحدث في المثل وهو بعيد عنها وهو الوحيد الذي يفهم، ويتبع دائماً الشخصية الأقوى لأنه يطمح في المنصب، ويعتقد أنه بهذه الطريقة سيصل بطريقة أسرع، ويحاول بكل ما أوتي من قوة عدم إظهار إنجازات الآخرين، لأنه يعتقد بأنهم يمثلون تهديداً له وينسبها لنفسه، وتكون خطورته أنه يهدم البنيان المؤسسي وهو الوحيد الذي يفهم وغيره لايعرفون ! الخلاصة هي أن المؤسسات تنجح عندما تضع خطة واضحة لإعداد الصف الثاني فيها، وفق معايير محددة وواضحة ومن دون مجاملة على حساب العمل، وتفشل عندما تدار بعقلية الفرد الواحد وتجامل عند تعيين الصف الثاني.
تعليقات