مبارك العبدالهادي: يجب أن تحمل رؤيتنا فكرا بعيدا عن المجاملات والحسد وقتل الإبداعات مع إعادة هيكلة كل الطاقات وفتح المجال أمام الشباب والشابات
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي نوفمبر 12, 2020, 9:49 م 400 مشاهدات 0
في ظل تلاطم الأمواج بين شواطئ تجاذبات البعض وتبادل الاتهامات والضرب تحت الحزام وغيرها من القضايا المثارة سلفا، أصبح بعض المرشحين يظهرون بصورة المصلحين، ويتبنون شعارات رنانة وبرامج انتخابية تحمل في طياتها طرق العلاج لأوضاعنا التي تفشت في وقت سابق بصورة سلبية على مختلف أوجه الحياة، ولكن من هؤلاء الذين أصبحوا اليوم أبطالاً ويتباهون بتبنيهم هذه الأفكار التي إذا وصلوا إلى البرلمان ستكون من أولوياتهم؟
المصيبة أنهم نواب سابقون كانوا لا يحكرون ساكنا تحت قبة عبدالله السالم، ولم تكن لهم أي توجهات إصلاحية أو حتى لو اقتراحات بسيطة، ويأتون اليوم ليصنعوا المجد الوهمي الذي لا يعرفون عنه شيئا، ولا يعلمون ما هو الإصلاح ولا يفقهون معنى كلمته أو حتى تعريفها، لأنهم في الأساس بعيدون كل البعد عن ذلك، ويتباهون حاليا في أفلامهم التي لا تنتهي، وهم مستمرون في تضليل الناس، ويمارسون سياسة الوصول على أكتاف الآخرين دون النظر بعين الاعتبار لمصلحة الوطن الذي أعطاهم الكثير دون أن يقدموا له شيئا يذكر.
والآن بعد بروز بعض الأسماء التي لا يزال الرهان مربوطا بها فإننا أمام جملة استحقاقات لإعادة الكويت إلى مكانتها الديمقراطية ووضعها في مقدمة الدول، كما كانت عليه "درة للخليج"، ولن يتحقق ذلك إلا بتجانس عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية من خلال نواب إصلاحيين هدفهم الأول والأخير العمل والإنجاز والتشريع والرقابة، وحكومة وزراؤها من أصحاب الكفاءات ينفذون ولا يترددون، يواجهون ولا يخشون، يتصدون للفساد والمفسدين دون أن يضعوا اعتبارات لأحد، لأننا أمام رؤية جديدة يجب أن يكون عنوانها الإصلاح ومحاربة الفساد ومعالجة الاختلالات عبر برنامج حقيقي ومشاريع لا تدخل في نفق المزايدات أو المحسوبيات أو الصفقات المشبوهة بعيدا عن بعض الأسماء التي دمرت كل شيء من أجل الفوز بكسب المال والمنصب.
اليوم الكويت بحاجة إلى أبنائها المخلصين دون غيرهم بعيداً عن الأوهام والأحلام الوردية التي اعتاد بعض المرشحين تردديها في حملاتهم الانتخابية، وبعيداً عن مخيلة بعض المتنفذين الذين يسعون إلى تحقيق المكاسب لبعض المحسوبين ممن يدارون وفق أجندات معينة وأفكار تخضع لمبادئ لا تسمو بنا ولا ترفع من مكانتنا، وهؤلاء رؤيتهم ونهجهم واضح ومكشوف.
يجب أن تحمل رؤيتنا فكرا بعيدا عن المجاملات والحسد وقتل الإبداعات، مع إعادة هيكلة كل الطاقات وفتح المجال أمام الشباب والشابات وإعادة النظر في العديد من القوانين والتشريعات وتصحيح المسار نحو مستقبل واعد بلا سرقات واختلاسات، وبلا تجاوزات وانتهاكات، وبلا صراعات وتدمير للذات، لأن الكويت تستحق الأفضل وشعبها يستحق الأكثر.
تعليقات