مبارك الدويلة: سيظل الصراع بين الحق والباطل مستمراً الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وعندها سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون!
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة نوفمبر 9, 2020, 11:19 م 568 مشاهدات 0
«كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ».
المسلم يعتز بأمته الاسلامية ويفتخر بانتمائه لهذا الدين، ويرى أن دينه هو الدين الحق وما عداه باطل، قال تعالى: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ».
فهو في الاعتقاد وفي فهمه لبداية الكون وكيفية نهايته وإيمانه بجميع الأنبياء والرسل أفضل كثيرا من بقية الأمم والمذاهب والافكار! فالملحد يسخر من الظاهرة الدينية وبقية الامم لا تؤمن بالاسلام ولا بنبيه كخاتم الرسل، لذلك يحق لنا الاعتقاد بأننا أفضل الأمم.
وليس في الاسلام رجال دين، بل علماء وفقهاء كل في تخصصه، وليس لهم القداسة التي تُمنح لرجال الدين في المذاهب والديانات الاخرى، ولا يجوز للمسلم التحريض على القتل كما يدعي أهل الباطل، بل لا يجوز أن يمارس اصدار الاحكام وتنفيذها إلا الحاكم ولي الأمر وفقاً للشرع والقانون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفتى الناس بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار»، لذلك تجد بعض الملاحدة والمستشرقين ينعتون العلماء بما ليس فيهم ظلماً وزوراً!
والمجتمع المسلم يرفض المثليين والمخنثين والمتشبهين من الرجال والنساء بالجنس الآخر، لخطورتهم على نسيج المجتمع، ومن ابتُلي بهذا المرض يوضع بالمصحات المتخصصة لعلاجه ولا يدمَج بالمجتمع كي لا ينتشر أذاه وشره! وفي الحديث: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال».
والمسلم يتجنب تكفير الآخرين لخطورة التكفير، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اذا قال المسلم لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما»، ولا يكفّر إلا من أنكر معلوما من الدين بالضرورة كمن ينكر الجنة والنار أو لا يؤمن باليوم الآخر أو ينكر صريح القرآن!
والمسلم يؤمن أن أكثر أهل الأرض على باطل في مسألة الاعتقاد، قال تعالى: «وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّه»، لذلك لا نستغرب هذا الكم من البشر الذين لا يؤمنون بالاسلام ولا بنبيه عليه الصلاة والسلام! و«لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا».
والمسلم يفتخر بتاريخه وحضارته في مرحلة امتدت أكثر من ألف عام، عندما كانت الحضارة الاسلامية مصدر إشعاع للعالم كله، ثم خفت نور هذه الحضارة عندما تركنا الالتزام والتمسك بهذا الدين حتى أصبحنا عالة على بقية الأمم!
والمسلم يعتز بدينه الذي يحترم الرأي الآخر وحرية التعبير، ولذلك عندما وقف أحد الرعية يهدد الخليفة بمحاسبته ان شذ عن الحق رد عليه الخليفة رداً بقصد ترسيخ مفهوم احترام حرية التعبير، فقال له «لا خير فيكم ان لم تقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها»، بينما اليوم في بعض المجتمعات يكون الرد «خذوه فغلوه»! وهنا لابد من التفريق بين حرية التعبير وإثارة الفتن والتشكيك بثوابت الدين لترسيخ عقيدة جديدة كالإلحاد! ولعلنا نذكر جيداً القانون الاوروبي الذي يعاقب بالسجن كل من أنكر حادثة محرقة اليهود في المانيا، فهذا ينكر حدثاً تاريخياً ولا نجد من بعض مثقفينا من ينكر عليهم، بينما اذا عوقب من ينكر الدين ومعتقداته يتهمون الأمة كلها بالتخلف ومعاداة حرية التعبير!
المسلم يعتز بتراثه وتاريخه والعلماء الاولين الذين كتبوا كتب الفقه والعقيدة لقربهم من منهجها الاصلي، ويأتي من ينتقد أننا أمة محكومة بكتب الموتى! ويغفل أنه يعيش حياته المترفة اليوم بوسائل علمية أرسى قواعدها ومبادئها علماء موتى منذ مئات السنين!
سيظل الصراع بين الحق والباطل مستمراً الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعندها سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون!
تعليقات