الهدبان: من المسؤول عن الفوضى في العراق
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2007, 11 ص 503 مشاهدات 0
الفوضى في العراق
والمنطقة.. من المسؤول؟
بعد سقوط النظام الصدامي في العراق أصدرت الإدارة الأميركية للعراق بقيادة
بول بريمير قرارا يهدف إلى استئصال حزب البعث من العراق، بحيث تتم محاسبة
كبار المسؤولين البعثيين، ويمنع تولي المسؤولين البعثيين من غير القياديين أو
الصف الثاني وظائف حكومية رسمية، في الوقت نفسه اتخذت قرارا آخر وهو عدم صرف
الرواتب للعسكريين العراقيين الذين خدموا في الجيش في عهد صدام حسين في سعي
لمعاقبة الجيش العراقي على تجاوزات صدام حسين.
هذان القراران كانا سببا في بدء واشتعال العمليات العسكرية في العراق لأن
القرارين كانا حربا على رزق المواطن العراقي وحياته، اذ إن حرمان المواطنين
العراقيين الذين كانوا موظفين في الجيش أو في الحزب، وأعدادهم كانت
بالملايين، كان إعلان حرب على نسبة كبيرة من أبناء هذا الشعب لأن حالة الفوضى
التي صاحبت سقوط النظام تركت هؤلاء دون مصدر للرزق لهم ولأسرهم فتساوى لديهم
الموت والحياة، فلم يجدوا سوى حمل السلاح حلا لمشكلاتهم، خصوصا أنهم سواء
كانوا عسكريين أو بعثيين فإنهم كانوا مدربين على حمل السلاح واستخدامه بكل
أنواعه، ولقد كان قرار اجتثاث البعث مناسبا لمن لم يكن بعثيا لأن البعثيين،
أو على الأقل القياديون منهم، كانوا قد أساؤوا إلى أنفسهم وإلى الشعب العراقي
بسبب تفردهم بالقرار وبسبب الدور السلبي الذي لعبه الحزبيون ضد من هو غير
حزبي من تبليغ ضد من يسيء إلى الحزب أو ينتقده أو ينتقد الرئيس في حينها فكان
ينتقم من هؤلاء.
وفي الواقع فإن عضوية حزب البعث لم تكن حكرا على طائفة دون أخرى فكان فيه من
السنة والشيعة والمسيحيين وفيه من العرب والأكراد والتركمان وهو نفس ما يمكن
أن يقال عن الجيش العراقي والمنتمين إليه، فكان قرار بريمر المتعلق بمعاقبة
البعثيين ومنتسبي الجيش قرارا أخرق أدى إلى ما نراه من فوضى في العراق، لأنه
مس أغلبية الشعب العراقي بكل فئاته وطوائفه، والمتابع للموضوع يستغرب قيام
الإدارة الأميركية باتخاذ قرارات غير حكيمة في العراق وفي غيره دون دراسة
وافية لعواقب هذه القرارات بالرغم من أن الأميركان معروف عنهم أنهم يضعون
خططا عديدة وبدائل أو «سيناريوهات» لما قد يحدث في الخطة «أ» أو الخطة «ب» أو
الخطة «ج»، ثم يضعون تصورات لكيفية التصرف في كل الخطط والحالات، هذه الحقيقة
تجعلنا نتساءل عن السبب في اتخاذ هذه القرارات وإغراق العراق في الفوضى وهل
كانت هذه القرارات بسبب جهل وغباء الإدارة الأميركية في ما يتعلق بالعراق
ووضعه، أم أنها كانت قرارات مقصود منها إيصال العراق إلى حالة الفوضى التي هو
فيها الآن؟
وفي هذه الحالة يجب على الدول الصديقة للولايات المتحدة الأميركية كالكويت
ودول الخليج الانتباه والحذر من السياسات الأميركية في المنطقة لأن افتراض
حسن النوايا الأميركية قد يقود المنطقة بأكملها إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة
في ما يتعلق بالمواجهة المحتملة مع إيران والنوايا الأميركية بإنفاق
المليارات حتى في الخليج، وذلك لتهيئة هذه الدول لمواجهة إيران، علينا أن نقف
ونتساءل عن نوايا الإدارة الأميركية في ما يتعلق بدفعنا لمواجهة إيران، وعن
آثار هذه المواجهة لو أنها حصلت لا قدر الله فالمنطقة ستغرق في الفوضى
والأميركان سيبقون آمنين في ديارهم لن يمس أمنهم ولا اقتصادهم أي ضرر.
د.ابراهيم الهدبان
الوسط
تعليقات